الرباط: يشهد المغرب ارتفاعاً كبيراً في نسب الولادات القيصرية، حيث وصلت النسبة في بعض المصحات الخاصة إلى 80%، وفقاً لمعطيات رسمية. هذا الواقع أثار قلقاً واسعاً بين النشطاء والمهتمين بالشأن الصحي، الذين يشككون في وجود دوافع مالية وراء هذه الزيادة، بدلاً من اعتماد الولادات الطبيعية التي تُعتبر أكثر أماناً في الحالات غير الطارئة.
وأشار النشطاء إلى أن بعض المصحات الخاصة قد تلجأ إلى الولادات القيصرية لتقليل الجهد وزيادة الأرباح، دون مراعاة المعايير الطبية التي تستدعي هذا النوع من التدخل الجراحي. وفي هذا السياق، طالبوا الجهات المختصة بتعزيز الرقابة على المصحات الخاصة ووضع معايير صارمة لتقييد اللجوء إلى الولادات القيصرية إلا في الحالات الضرورية طبياً.
وبالمقارنة مع الدول المتقدمة، تُظهر الإحصائيات تفاوتاً كبيراً في نسب الولادات القيصرية. ففي فرنسا، لا تتجاوز النسبة 21%، بينما تنخفض في هولندا وفنلندا إلى حوالي 17%. ويعزو الخبراء هذا الفرق إلى سياسات طبية تعطي الأولوية لصحة الأم والجنين، وتفضل الولادة الطبيعية إلا في الحالات التي تستدعي تدخلاً جراحياً.
ويأمل المتابعون أن تعتمد المغرب سياسات مماثلة، تعزز الرعاية الصحية للأمهات وتحد من اللجوء غير المبرر للولادات القيصرية، بما يضمن سلامة الأمهات والأطفال ويقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بهذه العمليات.