مراكش: انطلقت اليوم الثلاثاء بمراكش فعاليات المؤتمر العالمي حول السلامة الطرقية لسنة 2025، حيث أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش في كلمته الافتتاحية أن حوادث السير ما زالت تشكل معضلة عالمية تهدد الصحة العمومية، مشيراً إلى أنها تُعدّ من بين الأسباب الرئيسية للوفيات والإصابات البليغة عبر العالم.
وأوضح أخنوش أن هذه الظاهرة تتسبب سنوياً في مصرع ما يقارب 1.2 مليون شخص وإصابة حوالي 50 مليون آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مما يستدعي مواصلة الجهود للحد من آثارها وتحقيق منظومة تنقل أكثر أماناً.
وأكد رئيس الحكومة أن المغرب يولي أهمية كبرى للسلامة الطرقية باعتبارها ورشاً استراتيجياً يساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تنخرط فيها المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك. وأبرز أن المغرب، منذ سنة 1977، عمل على إرساء منظومة مؤسساتية للسلامة الطرقية من خلال إحداث اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، ثم الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، فضلاً عن اعتماد تدبير استراتيجي منذ سنة 2004 مكّن من إنقاذ حياة أكثر من 13 ألف شخص والتقليل من أعداد المصابين.
وأشار أخنوش إلى أن المملكة نجحت في تنفيذ مجموعة من القوانين والمبادرات لتعزيز السلامة الطرقية، من بينها اعتماد مدونة جديدة للسير، وتفعيل المراقبة الأوتوماتيكية للمخالفات، وتحسين جودة المراقبة التقنية للعربات، إلى جانب تطوير التكوين المهني للسائقين، وتحسين البنية التحتية للطرق، وتعزيز منظومة النقل العمومي سواء داخل المدن أو عبر السكك الحديدية.
وأضاف أن هذه الجهود ستتواصل بوتيرة متصاعدة، خاصة مع استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات كبرى مثل كأس أفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وهو ما يتطلب استراتيجيات طموحة تركز على إرساء منظومة آمنة للتنقل، تجعل من الإنسان والسلامة الطرقية ركيزتين أساسيتين لضمان تنقل مستدام وآمن.
