الرباط: جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، تأكيده على التزام المملكة المغربية بالعمل الجاد في القارة الإفريقية، مشدداً على أن المغرب يعتمد نهجاً قائماً على التفاؤل والإيمان بقدرات القارة، على عكس بعض الأطراف التي تتبنى نظرة تشاؤمية تجاهها.
وأبرز بوريطة، خلال مداخلته في مجلس النواب، أن السياسة الخارجية للمغرب ترتكز على تعزيز السلم والأمن والتنمية في إفريقيا، من خلال احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع التأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب والانفصال، ودعم مبادئ حسن الجوار والتعاون المثمر.
وفي المنتدى الثاني لرؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، أوضح الوزير أن المغرب يفضل حلولاً مستدامة وعملية لمواجهة التحديات التي تواجه القارة، مؤكداً أن المملكة ترفض الحلول السريعة غير الفعالة، وتتبنى رؤية استراتيجية قائمة على الالتزام الفعلي بالعمل، تجسيداً لتوجيهات الملك محمد السادس، الذي يحرص على ترسيخ ثقافة المبادرة وتحمل المسؤولية لمواجهة التحديات المشتركة.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب لا يعتبر إفريقيا مجرد محيط جغرافي، بل جزءاً من هويته وانتمائه العميق، لافتاً إلى أن استقرار وتنمية القارة ينعكسان مباشرة على ازدهار المملكة. وأضاف أن المغرب يؤمن بالتكامل بين الأمن، السلم، والتنمية كعناصر مترابطة لضمان مستقبل مزدهر لإفريقيا.
وأكد بوريطة أن المغرب يسخر إمكانياته لدعم القارة وفق مبدأ التعاون جنوب-جنوب، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي. كما أشار إلى أن الملك محمد السادس قام بأكثر من 50 زيارة إلى 30 دولة إفريقية، سعياً لتعزيز التعاون الثنائي والوقوف على احتياجات الشعوب الإفريقية في مختلف المجالات، من بينها التعليم، الصحة، التنمية البشرية، والإسكان الاجتماعي.
واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن المملكة المغربية تواصل العمل بشكل ملموس لدعم مسار التنمية والاستقرار في القارة، بعيداً عن الخطابات والشعارات، مشدداً على أهمية التعاون الإفريقي المشترك لتحقيق مستقبل أفضل لشعوب القارة.
