الرباط: شهدت العاصمة المغربية الرباط، اليوم الأحد، خروج عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرة وطنية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، انطلقت من ساحة باب الأحد وصولاً إلى مقر البرلمان بشارع محمد الخامس، وسط إجراءات أمنية مكثفة لضمان سلامة المشاركين.
المسيرة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عرفت مشاركة واسعة لمكونات سياسية ونقابية وحقوقية، إلى جانب فعاليات طلابية وهيئات طبية، في مشهد أبرز حجم الالتفاف الشعبي حول القضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما تشهده غزة من تصعيد عسكري متواصل منذ أكتوبر 2023.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الحصار المفروض عليها، مؤكدين على حق الفلسطينيين، لا سيما سكان القطاع، في الأمن والسلام وحقهم في الحياة. كما عبّر المشاركون عن رفضهم لما وصفوه بـ"الصمت العربي الرسمي"، منتقدين أداء الجامعة العربية في هذا السياق.
الفعالية عرفت أيضاً دعوات صريحة إلى السلطات المغربية من أجل مراجعة العلاقات مع إسرائيل، مطالبة بإغلاق مكتب الاتصال بالرباط ووقف كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي.
ومن بين أبرز اللحظات التي شهدتها المسيرة، قيام عدد من المشاركين بإحراق العلم الإسرائيلي بشكل رمزي، تعبيراً عن رفضهم للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. كما أُعلن عن التضامن مع الموظفة المغربية ابتهال أبو السعد، التي لاقت تفاعلاً واسعاً مؤخراً بسبب مواقفها الداعمة لفلسطين.
واستُحضرت خلال المسيرة صور رمزية للأطفال في غزة، بينما غطّى عدد كبير من المشاركين أكتافهم بالكوفية الفلسطينية، في مشهد طغت عليه الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للمقاومة، وسط حضور نسائي لافت.
واعتبر المنظمون أن هذه التعبئة تأتي استمراراً للحراك الشعبي المغربي الرافض للتطبيع، وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان الشعب المغربي، كما دعوا إلى مقاطعة عدد من الشركات متعددة الجنسيات المتهمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر.
