حزب العمال الجزائري يحذر من استغلال ملف الصحراء ويصفه بمخطط لإشعال صراع إقليمي

Image description
الخميس 10 أبريل 2025 - 16:22 النور TV كريم الموفيد

الجزائر: أطلق حزب العمال الجزائري تحذيرات شديدة اللهجة بشأن ما اعتبره "محاولات إمبريالية" لاستغلال ملف الصحراء الغربية بهدف إشعال نزاع مسلح بين الجزائر والمغرب، متّهماً الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب باستخدام هذا الملف كأداة ابتزاز سياسي ودبلوماسي في المنطقة.

وفي بيان أصدره الحزب اليساري بقيادة لويزة حنون، أعرب عن رفضه لما وصفه بـ"مناورات مفضوحة" تسعى، حسب تعبيره، إلى تغذية التوترات بين الشعوب المغاربية الشقيقة، مستنكراً الدعم الأمريكي المتجدد لمقترح الحكم الذاتي المغربي، والذي اعتبره الحزب جزءاً من مشروع أوسع لخدمة مصالح القوى الكبرى وشركات السلاح.

وأكد حزب العمال على ثقته في "وعي الشعب المغربي"، مشيداً بما وصفه بـ"موقفه البطولي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني"، والذي فرض، حسب البيان، من قبل الرئيس ترامب ضمن اتفاقيات أبراهام، في إطار تسوية سياسية اعتبرها الحزب "مفروضة وغير شرعية".

وتطرق البيان إلى تطورات أخرى في المنطقة، حيث أعرب الحزب عن "قلقه البالغ" من التوتر القائم بين الجزائر ومالي، على خلفية حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مالية، والتي زادت من تعقيد العلاقات الثنائية. ولفت البيان إلى ما أسماه "الامتدادات المفاجئة" لهذا التصعيد في منطقة الساحل، محذراً من أن التدهور الأمني والاقتصادي في دول المنطقة نتيجة "التدخلات العسكرية الأجنبية وسياسات التصحيح الهيكلي" جعلها أرضاً خصبة لصراعات مدمرة.

واعتبر الحزب أن "التواجد الصهيوني في المنطقة" فاقم الأوضاع، مضيفاً أن الجزائر لها الحق الكامل في الدفاع عن سيادتها الوطنية، وهي السيادة التي وصفها بأنها ثمرة تضحيات شعبها ضد الاستعمار. كما شدد على ضرورة التمييز بين الأنظمة والشعوب، داعياً إلى العمل على تهدئة الأوضاع وتفادي الزج بالمنطقة في صراعات إقليمية تخدم مصالح خارجية.

وجاءت تصريحات الحزب في أعقاب بيان أمريكي رسمي جدد الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي، الأمر الذي ردت عليه الجزائر بالتأكيد على أن القضية تندرج في إطار "مسار تصفية استعمار لم يكتمل"، وأن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي لم يُستوفَ بعد.

في السياق نفسه، أعربت أطراف جزائرية عن امتعاضها من التصعيد الدبلوماسي الحاصل، خاصة بعد قرار مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، سحب سفرائها من الجزائر، ما اعتبرته أحزاب جزائرية تصعيداً غير مبرر يهدد السلم الإقليمي.

الأكثر قراءة