الدار البيضاء – احتضنت العاصمة الاقتصادية للمملكة، يوم الاثنين، مؤتمراً إفريقياً بارزاً للقضاة، نظمته المجموعة الإفريقية التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، تحت شعار "من أجل قضاء إفريقي مستقل"، بمشاركة عشرات القضاة والمسؤولين القضائيين من مختلف بلدان القارة.
وجاء هذا اللقاء في سياق متنامٍ من التعاون الإفريقي المشترك، حيث شكل منصة لتبادل الخبرات وبحث سبل تعزيز استقلال السلطة القضائية كركيزة لتحقيق العدالة والتنمية المستدامة في القارة.
وفي كلمته خلال افتتاح أشغال المؤتمر، أكد محمد رضوان، رئيس الودادية الحسنية للقضاة، أن هذا الحدث يأتي ليعكس الاهتمام المتزايد بالعدالة كرافعة حيوية للنهوض بإفريقيا، مبرزاً أن استقلال القضاء يشكل عنصراً جوهرياً في ترسيخ سيادة القانون وصون الحقوق.
وأشار رضوان إلى أن التجربة المغربية في هذا المجال، بدعم من الوثيقة الدستورية وإصلاحات شاملة، أرست مجموعة من الضمانات والمؤسسات التي تكفل حسن سير العدالة، مشدداً على أن استقلال القاضي لا يعد امتيازاً شخصياً بل ضمانة لعدالة نزيهة.
وفي سياق حديثه عن آفاق التعاون القضائي، سلط المسؤول القضائي المغربي الضوء على المبادرة الملكية المتعلقة بالمحيط الأطلسي، واصفاً إياها بفرصة سانحة لإرساء تكتل إفريقي يعزز مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان عبر مختلف بلدان القارة.
المؤتمر شكل أيضاً فرصة لاقتراح آليات جديدة للتعاون بين الجمعيات والهيئات القضائية الإفريقية، في أفق توحيد الرؤى حول القضايا المشتركة وبناء أرضية صلبة لقضاء إفريقي مستقل قادر على مواكبة تحديات العصر.
وينتظر أن تخلص أشغال المؤتمر إلى جملة من التوصيات التي قد تشكل منطلقاً لتنسيق قضائي أكبر بين بلدان القارة، خدمة للمواطن الإفريقي وبحثاً عن منظومة عدالة أكثر نجاعة وإنصافاً.