حملة إلكترونية جزائرية تثير الجدل: "لا تذهب للعراق" خوفا على حياة الرئيس الجزائري تبون

Image description
الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 11:13 النور TV سلمى الموفيد

الجزائر: تشهد منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر تفاعلاً واسعاً مع وسم "#لا_تذهب_للعراق"، في أعقاب الدعوة الرسمية التي تلقاها الرئيس عبد المجيد تبون للمشاركة في القمة العربية المرتقبة منتصف مايو المقبل في العاصمة العراقية بغداد.

الحملة، التي اكتسبت زخماً كبيراً خلال الأيام الأخيرة، جاءت إثر انتشار مقطع مصور لسيدة جزائرية تناشد فيه الرئيس بعدم تلبية الدعوة، في مشهد لامس مشاعر كثير من المتابعين وأعاد إلى الواجهة حوادث تاريخية لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية الجزائرية. وركّزت النداءات الشعبية على ما وصفه المشاركون بـ"المخاطر الأمنية والسياسية" المحيطة بالعراق، مستحضرين واقعة وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين عقب زيارته للعراق عام 1978، وكذا مقتل وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى في حادثة سقوط طائرته عام 1982 خلال وساطته في الحرب العراقية-الإيرانية.

مستخدمو الوسم أعربوا عن تخوفهم من تكرار تلك المشاهد، محذرين من "احتمالات الاستهداف أو الغدر"، خاصة في ظل تعقيد المشهد الأمني بالعراق وتواجد قوى أجنبية ونشاط مكثف لأجهزة استخباراتية. وعبّر ناشطون عن قلقهم من تداعيات محتملة على أمن الرئيس، فيما تساءل آخرون عن مدى كفاية الضمانات المتاحة لحماية الوفود الرسمية في مثل هذا السياق.

في المقابل، ظهرت أصوات من داخل الجزائر تدعو إلى التعامل بعقلانية مع الموضوع، وتفادي التسرع في الأحكام، معتبرين أن رفض الحضور قد يضر بمسار العلاقات المتطورة بين الجزائر والعراق. وأشار هؤلاء إلى الحضور العراقي اللافت في قمة الجزائر عام 2022، إضافة إلى مشاركة العراق في قمة الغاز بالجزائر في مارس 2024، ما يعكس عمق الروابط الثنائية وحرص البلدين على تعزيزها.

وتظل مشاركة الرئيس تبون في القمة العربية ببغداد رهينة بقراره النهائي، وسط تزايد التفاعل الشعبي والإعلامي مع الوسم الذي بات يعكس تحولات في طريقة تفاعل الرأي العام الجزائري مع السياسة الخارجية، في عصر تتنامى فيه تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على القرارات السيادية.

الأكثر قراءة