الجزائر: في خضم موجة واسعة من التحذيرات والمناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي، تسلم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون دعوة رسمية من العراق لحضور القمة العربية الرابعة والثلاثين، المقرر انعقادها في بغداد يوم 17 ماي 2025.
وقدم الدعوة نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير التخطيط، محمد علي تميم، بصفته مبعوثًا خاصًا من الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، خلال لقائه بالرئيس تبون في قصر المرادية. وأكد المسؤول العراقي في تصريح عقب اللقاء أن بلاده تتطلع لحضور الرئيس الجزائري في القمة، قائلاً: "نقلنا تحيات الرئيس العراقي ورئيس الوزراء، ودعوته بإصرار لحضور القمة العربية، وبإذن الله سنراه قريبا في بغداد".
وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه الجزائر جدلاً متصاعداً، تسببت فيه حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "لا تذهب للعراق"، أطلقها ناشطون أعربوا عن تخوفهم من سفر الرئيس تبون إلى بغداد. وتضمنت الحملة رسائل عاطفية ومناشدات تطلب من الرئيس تجنب الزيارة، مستندة إلى أحداث تاريخية مؤلمة في الذاكرة الجزائرية.
وأثارت إحدى المقاطع المصورة لسيدة جزائرية تتوسل الرئيس لعدم السفر إلى العراق تعاطفاً واسعاً، حيث ذكّرت بوفاة الرئيس الراحل هواري بومدين بعد إصابته بمرض غامض عقب زيارته للعراق عام 1978، إضافة إلى مقتل وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى في حادثة إسقاط طائرته عام 1982، في ظروف لا تزال محل شك.
اللافت أن هذه الحملة الشعبية انتقلت من المنصات الرقمية إلى وسائل الإعلام الرسمية، حيث تناول التلفزيون العمومي الموضوع بتقرير أشار فيه إلى أن الوسم يعكس علاقة وجدانية خاصة بين الجزائريين ورئيسهم، مع تأكيد على احترام الجزائر لعلاقاتها التاريخية مع العراق.
في انتظار ما إذا كان الرئيس تبون سيلبي الدعوة لحضور قمة بغداد، يظل الجدل الشعبي قائماً، مشكّلاً حالة نادرة من التفاعل بين الرأي العام والسياسة الخارجية في الجزائر.