الدار البيضاء: شن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هجوماً لاذعاً على عدد من الهيئات النقابية، متهماً إياها بالفساد والتواطؤ مع الحكومة على حساب مصالح الطبقة العاملة.
وفي كلمة ألقاها خلال تجمع نظمه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي الشغل، وصف بنكيران بعض النقابات بـ"المرتزقة"، مدعياً أن قيادات منها تتلقى أموالاً بشكل غير مشروع، ومشيراً إلى وجود ما أسماه "تواطؤاً خلف الكواليس" في قضايا تهم العمال. وأضاف أن نقابات بعينها، دون أن يسميها، "تفاوض في الخفاء وتخدع العمال بالشعارات الزائفة".
ولم يقتصر هجوم بنكيران على النقابات، بل شمل أيضاً بعض القيادات النقابية البارزة، من بينها الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الذي قال بنكيران إنه لم يُوجَّه إليه الدعوة لحضور مؤتمر الحزب بسبب "تفريطه في استقلالية النقابة"، على حد تعبيره.
وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دعمه الكامل للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، معتبراً إياه "نقابة نظيفة اليد، صادقة في توجهها، ولا تتاجر بقضايا الشغيلة". كما شدد على أن الحزب لن يتساهل مع أي تجاوزات داخل هذه النقابة إذا ثبتت.
من جهة أخرى، استغل بنكيران المناسبة للتعبير عن دعم حزبه للقضية الفلسطينية، معتبراً أن "الشعب المغربي بمختلف مكوناته، وعلى رأسه الملك محمد السادس، يساند الفلسطينيين ضد الاحتلال". وانتقد بشدة الأصوات التي تقلل من شأن القضية الفلسطينية أو تروج لعبارات من قبيل "كلنا إسرائيليون"، واصفاً أصحابها بـ"الميكروبات السياسية والإعلامية".
وقد تفاعل الحضور مع كلمة بنكيران، التي تميزت بطابع هجومي وتصعيدي، في وقت تشهد فيه الساحة النقابية والسياسية في المغرب توترات متزايدة مع اقتراب محطات انتخابية ومطلبية مهمة.
