الدار البيضاء: تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تستعد العاصمة الاقتصادية للمملكة لاحتضان الدورة الثانية عشرة من معرض "لوجيسميد 2025"، الذي سينعقد أيام 13 و14 و15 ماي بالمعرض الدولي للدار البيضاء، بمشاركة تقارب 150 عارضا، بينهم فاعلون دوليون يمثلون 25% من مجموع المشاركين. يأتي هذا الموعد في ظرفية عالمية تتسم بتسارع التحولات وازدياد التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد، مما يمنح للقطاع اللوجستي أهمية متزايدة بوصفه ركيزة من ركائز السيادة الاقتصادية والتنافسية الصناعية.
المعرض، الذي اختار هذه السنة شعار "سلسلة التوريد بالمغرب: صناعة في خدمة التنافسية والسيادة وتعزيز الاقتصاد"، يهدف إلى دعم تحول قطاع النقل والخدمات اللوجستية إلى أداة استراتيجية لخدمة الاقتصاد الوطني، وتمكين المقاولات من حلول فعالة تستجيب لحاجياتها اليومية. الدورة الحالية تتطلع إلى ترسيخ مكانة "لوجيسميد" كمنصة مرجعية في المنطقة المتوسطية والإفريقية، تجمع مختلف الفاعلين لتبادل الرؤى والتجارب، وفتح آفاق جديدة للشراكات والتعاون.
ومن المرتقب أن يشهد المعرض حضوراً مهنياً وازناً، إضافة إلى تنظيم ندوات وجلسات حوار تهم قضايا محورية مثل الابتكار في سلاسل الإمداد، واستعمال الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على الأداء، إلى جانب موضوعات مرتبطة بإزالة الكربون من قطاع النقل، واستشراف تحديات اللوجستيك الحضري، وسبل تدبير التنقل في أفق التظاهرات الكبرى، ومنها كأس العالم 2030.
كما سيضم الحدث فضاءات متنوعة تشمل النقل، الخدمات اللوجستية، المعدات، الحلول التكنولوجية، العقار الصناعي، التعبئة والتغليف، إلى جانب خدمات الاستشارة والتكوين والتمويل، مما يمنح للزوار رؤية متكاملة لمنظومة سلسلة الإمداد. وستُعزز الدورة بمشاركة دولية وازنة من دول أوروبية وإفريقية، من ضمنها إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، موريتانيا، السنغال، ساحل العاج والكاميرون، وهو ما يرسخ الطابع الدولي للمعرض ويجعله فضاء مثاليا لتوقيع اتفاقيات وشراكات استراتيجية.
ويُسجل الحضور الإسباني مستوى لافتا هذه السنة، من خلال جناحين خاصين يضمان نحو ثلاثين عارضا يمثلون مختلف مجالات النقل والخدمات اللوجستية، في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، ورغبة الطرفين في تطوير تعاون اقتصادي أعمق. وسيتضمن برنامج المعرض أيضا لقاءات أعمال ثنائية، جلسات مخصصة للرقمنة بتنظيم من "بورتنيت"، وفضاء للتشغيل والكفاءات وآخر للابتكار، ليؤكد الحدث موقعه كمحفز للتحول ومواكبة التحولات الهيكلية التي يشهدها القطاع على المستويين الوطني والدولي.
