الرباط: في أول تصريح رسمي بشأن إعفاء 16 مديرًا إقليميًا بقطاع التعليم، كشف محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن خلفيات القرار، مؤكدًا أن العملية تمت وفق معايير موضوعية تراعي الكفاءة ومتطلبات المرحلة الجديدة في إصلاح منظومة التعليم.
وأوضح برادة، خلال اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن الوزارة كانت مطالبة بملء 26 منصبًا من بين 85 مديرية إقليمية، بعد شغور 11 منصبًا وإعفاء 15 مديرًا، بعضهم قضى أكثر من عقد في موقع المسؤولية، فيما سُجّلت تقارير سلبية في حق مديرين اثنين على الأقل من قبل المفتشين.
وأكد الوزير أن معظم قرارات الإعفاء جاءت بناءً على طلب من الأكاديميات الجهوية، في سياق تقييم شامل لأداء المسؤولين الترابيين ضمن مشروع "مدارس الريادة". وأضاف: "حين تبيّن أن استمرار بعض المديرين لم يعد يحقق نتائج، كان من الضروري التحرك لتحسين المؤشرات".
وفيما يخص عملية التباري على المناصب الشاغرة، أشار برادة إلى أن المباراة الوطنية شهدت ترشح 600 شخص، اختير منهم 200 في مرحلة الانتقاء الأولي، حيث نافس نحو 20 مترشحًا على كل منصب. وتم انتقاء 20 مديرًا، غير أن نتائج أربعة منهم لم ترقَ إلى تطلعات الوزارة، ما دفع إلى إعادة فتح المباراة.
وبرّر الوزير القرار بنهج مبدأ الاستحقاق، مشددًا على أن التقييم المستمر لمسؤولي الإدارة التربوية بات خيارًا لا رجعة فيه، مضيفًا أن المباريات أصبحت تُنظم على الصعيد الوطني وليس الجهوي، ما أتاح فرصًا أوسع للترشح والتباري النزيه.
وختم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن النهوض بالمدرسة العمومية يتطلب كفاءات ميدانية قادرة على مواكبة التحولات، داعيًا إلى تجاوز الصورة النمطية التي تدفع بعض الأسر نحو التعليم الخصوصي بسبب ضعف الثقة في المدرسة العمومية.