الرباط – وسط أجواء من الحماس والتفاعل الإعلامي المتجدد، انطلقت بالعاصمة الرباط فعاليات الدورة الرابعة لمبادرة "سفراء الجزيرة"، التي تنظمها شبكة الجزيرة الإعلامية بشراكة مع مؤسسات محلية وجهات داعمة في المغرب. وتأتي هذه النسخة لتعزز من مكانة المبادرة كمختبر حي لتكوين جيل جديد من الإعلاميين الشباب، القادرين على التفاعل مع التحديات الراهنة في بيئة إعلامية متغيرة.
ويشارك في هذه الدورة عشرات الشباب من مختلف المدن المغربية، تم انتقاؤهم بناءً على معايير مهنية دقيقة، بهدف تمكينهم من مهارات الصحافة المتعددة الوسائط، والتدريب على القيم التحريرية التي تميز تجربة الجزيرة، كالصدق والعمق والتوازن والاستقلالية.
وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور شخصيات وازنة من عالم الإعلام والثقافة، إلى جانب ممثلين عن شبكة الجزيرة، الذين أكدوا في كلماتهم أن المبادرة لم تعد مجرد برنامج تدريبي، بل منصة لصقل المواهب وتمكين الطاقات الشابة من أدوات التعبير، ومجال لتعزيز الحوار الإعلامي جنوب-جنوب.
وتضمن برنامج الدورة ورشات تطبيقية ومحاضرات تفاعلية حول تقنيات العمل التلفزيوني، الصحافة الرقمية، التحقق من الأخبار، وصحافة الحلول، كما شكلت الجلسات التكوينية مناسبة لربط جسور التواصل بين المتدربين ونخبة من الصحفيين الميدانيين وخبراء الإعلام.
وصرّح أحد المشاركين قائلاً: "أن تكون جزءًا من سفراء الجزيرة هو أكثر من تجربة تكوينية، إنه انخراط فعلي في مشروع إعلامي يحتفي بالحقيقة ويمنحنا أدوات بناء خطاب مهني وإنساني في آنٍ واحد."
من جهتها، عبّرت منسقة البرنامج عن فخرها بالنسخة الحالية، التي قالت إنها "تميزت بنضج المشاركين ووعيهم الإعلامي العالي، مما يعكس أثر الدورات السابقة ويؤكد نجاح الرؤية التي انطلقت منها المبادرة منذ بدايتها."
وتأتي هذه الدورة في ظل تحولات إعلامية كبرى، تفرض على الصحفيين الشباب مواكبة سريعة وتكوينًا مستمرًا، وهي الأهداف التي تلتقي مع روح مبادرة "سفراء الجزيرة"، التي تشق طريقها بثبات لتكون من بين أبرز المنصات التدريبية على مستوى المنطقة.
"سفراء الجزيرة"... ليست مجرد مبادرة، بل ورشة مستقبلية لصناعة إعلام عربي مختلف، يحتفي بالمهنية، ويمنح الكلمة لمن يستحقها.