المغرب يقترب من اقتناء مقاتلات "إف-35" خطوة استراتيجية لتعزيز تفوقه الجوي

Image description
الجمعة 13 يونيو 2025 - 16:57 النور TV كريم الموفيد

الرباط – في خطوة تعكس تحوّلًا نوعيًا في القدرات الدفاعية للمغرب، كشفت تقارير متخصصة عن تقدم المملكة في مسار الحصول على مقاتلات "إف-35" الأمريكية، لتكون أول دولة عربية وإفريقية تدخل نادي مستخدمي هذه الطائرات الشبحية المتطورة.

ووفقًا لموقع "تايمز أيروسبيس" المتخصص في شؤون الطيران العسكري، فإن الصفقة المحتملة تشمل تزويد المغرب بـ32 مقاتلة من طراز "F-35" بتكلفة تقدّر بحوالي 17 مليار دولار، تشمل الطائرات ومصاريف الصيانة والتكوين الفني. وتشير المعطيات إلى أن تطورات سياسية إقليمية، بينها تحوّل موقف إسرائيل وموافقتها المبدئية، ساهمت في تذليل العقبات أمام هذه الصفقة، بعدما كانت تل أبيب تعارض تسليم الطائرة لدول عربية حفاظًا على تفوقها العسكري النوعي.

مصادر شاركت في معرض "أيدكس" الدفاعي الذي نُظم في أبوظبي خلال فبراير الماضي، أكدت أن العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تسرّع بإتمام الصفقة، بالنظر إلى انطلاق مفاوضاتها خلال ولايته الأولى، وسط اهتمام مغربي واضح بتعزيز ترسانته الجوية بمقاتلات الجيل الخامس.

وأفاد الموقع ذاته بأن شركة "لوكهيد مارتن"، المصنّعة للطائرة، قدّمت إحاطات تقنية مفصلة لوفد عسكري مغربي خلال معرض "إيديكس"، حول خصائص المقاتلة وقدراتها على مستوى التخفي، والضربات الدقيقة، والاستشعار الإلكتروني.

وتأتي هذه التطورات في سياق جهود المغرب لتطوير سلاحه الجوي، حيث سبق وأن حصل على الضوء الأخضر من واشنطن سنة 2020 لاقتناء 24 مقاتلة من نوع "F-16 Block 72"، وهي نسخة متقدمة مزوّدة بأحدث المحركات وأنظمة الرادار والاتصالات، ومن المنتظر بدء تسليمها خلال العام الجاري.

كما يشهد الأسطول الجوي المغربي تحديثًا شاملاً، يشمل تحويل الطائرات الحالية من طراز F-16 إلى النسخة المتقدمة F-16V، وتزويدها بأنظمة إلكترونية متطورة من أبرزها رادارات AESA، وأنظمة حرب إلكترونية واستطلاع متقدمة.

ويشمل برنامج التحديث المغربي أيضًا طائرتي مراقبة واستطلاع من طراز "Gulfstream 550"، يجري تجهيزهما بالتعاون مع شركات أمريكية وإسرائيلية، لتعزيز قدرات الجيش في جمع المعلومات الاستخباراتية عبر الفضاء.

المراقبون يرون أن هذه التحركات تعزز مكانة المغرب كقوة جوية صاعدة في المنطقة، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية مع الجزائر، التي لجأت بدورها إلى اقتناء مقاتلات الجيل الخامس الروسية Su-57. غير أن التقارير تشير إلى أن المغرب يتميز بفعالية عالية في دمج أنظمته القتالية وتطوير بنيته الدفاعية بشكل منسق ومتكامل.

ورغم التفاؤل المحيط بالصفقة، لا تزال أصوات داخلية تحذر من كلفتها الباهظة، وتشير إلى أن الجيش المغربي يمتلك بالفعل مقاتلات عالية الأداء، ما قد يدفع الرباط نحو استراتيجية تقوم على التحديث التدريجي وتعزيز قدرات الردع دون الدخول في نفقات غير مبررة.

ومع توالي المؤشرات، يبقى حصول المغرب على "إف-35" رهينًا بقرارات سياسية في واشنطن، وتوازنات دقيقة في الشرق الأوسط، إلا أن الرسائل القادمة من معارض السلاح والتقارير المتخصصة تُظهر أن الرباط باتت تطرق أبواب مرحلة جديدة في تسليحها الجوي.

الأكثر قراءة