الدارالبيضاء: بدأت السلطات المحلية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، صباح اليوم الجمعة، تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إعادة الإيواء بمدينة الدار البيضاء، وذلك بهدم تجمع “كاريان بيه” الصفيحي، في إطار تنزيل برنامج “مدن بدون صفيح”.
وشرعت الجرافات في إزالة العشرات من البراريك التي تعود لعقود، تحت إشراف ميداني لممثلي السلطات المحلية وبتأمين من مختلف الأجهزة الأمنية. وتم الشروع في العملية انطلاقاً من الأزقة 41 و42 و43، في انتظار استكمال هدم باقي أجزاء الحي الصفيحي.
ووفق المعطيات الرسمية، فإن قاطني "كاريان بيه" كانوا قد توصلوا بإشعارات مسبقة ومدة زمنية للإخلاء، وهو ما دفع العديد منهم إلى البدء في نقل ممتلكاتهم ووثائقهم المهمة استعداداً للرحيل.
ويتطلع السكان المعنيون بهذه العملية إلى تسريع وتيرة تشييد الشقق السكنية المخصصة لهم ضمن مشروع إعادة الإيواء، تفادياً لأي تعقيدات اجتماعية مع اقتراب موعد الدخول المدرسي في شهر شتنبر، إذ أعرب عدد منهم عن رغبتهم في تسجيل أبنائهم في مدارس بديلة بالمناطق الجديدة.
وحسب مصدر مسؤول، فإن المشروع البديل يتضمن نقل الأسر المستفيدة إلى وحدات سكنية جاهزة بحي مولاي رشيد، في إطار مقاربة جديدة تقوم على منح شقق سكنية مباشرة بدلاً من البقع الأرضية، تفعيلاً للتوجيهات المتعلقة بمحاربة السكن العشوائي وضمان شروط العيش الكريم.
وتعد هذه العملية جزءاً من استراتيجية أوسع لتفكيك أكبر الأحياء الصفيحية في العاصمة الاقتصادية، حيث كانت “كاريان بيه” تمثل رمزا من رموز التمدد العشوائي الذي رافق التحولات الديمغرافية والاجتماعية الكبرى خلال العقود الماضية.
