الرباط – عبّر آلاف المواطنين المغاربة، صباح الأحد، خلال مسيرة شعبية حاشدة في العاصمة الرباط، عن رفضهم للهجوم العسكري الأمريكي الأخير الذي استهدف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، معتبرين ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداءً على سيادة دولة مستقلة، كما نددوا بالهجوم الإسرائيلي السابق على طهران، في سياق تصاعد التوترات الإقليمية.
المحتجون، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تندد بالتدخلات العسكرية الأجنبية في المنطقة، أكدوا أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة اهتمامات الشارع المغربي، مشيرين إلى أن ما يحدث في إيران لا يمكن فصله عن السياق الأوسع للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الدوليين.
وشهدت المسيرة، التي نظمتها هيئات مدنية وسياسية ضمن "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، حضور شخصيات معروفة، أبرزها الناشط أحمد ويحمان، الذي قال في تصريح صحافي إن "العدوان الصهيوني لم يتوقف عند حدود فلسطين، بل بات يستهدف دولاً من اليمن إلى العراق، واليوم إيران، مما يدل على أن المشروع الاستعماري لا يزال يستهدف الأمة من طنجة إلى جاكرتا".
وفي السياق نفسه، دعا المصطفى الرميد، الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، إلى مراجعة السياسات الرسمية إزاء التطبيع مع إسرائيل، قائلاً إن "ما يجري يؤكد أن الاحتلال لا يلتزم بأي سلام، وأن الغطرسة الأمريكية والصهيونية تجاوزت كل المواثيق الدولية".
بدورها، قالت أمينة ماء العينين، القيادية في الحزب ذاته، إن "الهجوم الأمريكي المجنون على إيران يؤسس لمرحلة خطيرة من الفوضى الدولية"، مضيفة أن "المعايير التي يقوم عليها النظام العالمي باتت مهددة في ظل انتهاك سيادات الدول دون رادع".
وفي مواقف متقاطعة، حذر حسن بناجح، عن جماعة العدل والإحسان، من "ازدواجية المعايير الدولية"، مشدداً على أن إسرائيل، رغم امتلاكها سلاحاً نووياً غير خاضع للرقابة، تظل بمنأى عن أي مساءلة، في حين تتعرض دول مثل إيران لعقوبات وهجمات لمجرد الاشتباه في نواياها.
وفي مداخلات أخرى، عبّر فاعلون في الحقل الثقافي والإعلامي، مثل المخرج عبد الإله الجوهري، عن أسفهم لما وصفوه بـ"الشلل العربي" و"العجز الجماعي" أمام الهيمنة الغربية، مؤكدين أن "العدالة الدولية اليوم لم تعد سوى غطاء لانتهاكات القوى الكبرى".
أما الإعلامي محمد السراج الضو، فطرح رأياً مختلفاً، معتبراً ما وقع في إيران "مخططاً تم بإخراج مُحكم وبمشاركة أطراف دولية عديدة"، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في مواقع التواصل.
وتأتي هذه التعبئة الشعبية في سياق تتسارع فيه التطورات بالشرق الأوسط، حيث تخيم أجواء التوتر بعد الضربات العسكرية المتبادلة، فيما تتعالى الأصوات داخل المغرب لإعادة النظر في العلاقات الرسمية مع إسرائيل، وللوقوف مجدداً إلى جانب قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.