واشنطن– أنهت الأندية الإفريقية مشاركتها في النسخة الموسعة لكأس العالم للأندية المقامة بالولايات المتحدة الأميركية، بنتائج مخيبة، بعدما فشلت جميعها في تجاوز دور المجموعات، في ظل حصيلة هزيلة تمثلت في فوزين فقط من أصل 12 مباراة.
وغادرت أربعة أندية تمثل القارة السمراء، وهي الأهلي المصري، الوداد البيضاوي المغربي، الترجي التونسي، وصن داونز الجنوب إفريقي، البطولة مبكرًا، في نسخة وُصفت بـ"الاختبار الصعب" بالنظر إلى صعوبة المجموعات التي ضمت أندية أوروبية ولاتينية عملاقة، من قبيل مانشستر سيتي، يوفنتوس، بورتو، بوروسيا دورتموند، إلى جانب فرق برازيلية من العيار الثقيل.
ورغم الخروج الجماعي، إلا أن بعض المباريات كشفت عن لمحات إيجابية؛ فقد خطف الأهلي الأنظار بتعادله المثير أمام بورتو البرتغالي (4-4)، في سابقة هي الأولى من نوعها لفريق إفريقي يسجل أربعة أهداف في مرمى نادٍ أوروبي في المونديال، فيما أظهر الوداد شجاعة تكتيكية أمام مانشستر سيتي، وكان قريبًا من التعديل في شوط أول قوي.
كما ترك صن داونز انطباعًا جيدًا بأسلوب لعب هجومي ممتع، على الرغم من خسارته أمام دورتموند (4-3)، وحقق الترجي فوزًا وحيدًا للقارة على حساب لوس أنجليس إف سي الأميركي بهدف دون رد، لينضاف إلى انتصار صن داونز على أولسان الكوري الجنوبي.
لكن الأداء العام لم يُخفِ المشاكل العميقة التي تعاني منها كرة القدم الإفريقية، من ضعف البنى التحتية، وهشاشة التنظيم، إلى محدودية الاستثمار في تطوير المواهب، ما ساهم في اتساع الفجوة مع الأندية العالمية، خصوصًا على المستوى المالي، حيث جاءت الفرق الإفريقية ضمن الأندية الأقل قيمة سوقية في البطولة، بأرقام تراوحت بين 18 و50 مليون يورو، مقارنة بمئات الملايين لدى كبار أوروبا وأميركا اللاتينية.
ويخشى المتابعون أن تمر المشاركة دون مراجعة حقيقية، في ظل استمرار الإرهاق البدني والذهني الناتج عن تلاحم المواسم وقلة الموارد، ما يستوجب، وفق خبراء، إصلاحات جذرية تضمن استفادة الكرة الإفريقية من طاقاتها الكبيرة وتُخرجها من مرحلة "الانتقال المزمن".
ورغم مرارة النتائج، إلا أن البطولة أظهرت أن الأندية الإفريقية قادرة على مقارعة الكبار ولو على فترات، شريطة توفر مقومات العمل الاحترافي والاستثمار المدروس.