الرباط: أكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملاً مفصلياً في رسم معالم الاقتصاد وسوق الشغل في المستقبل القريب، محذّراً من مخاطر التخلف عن ركب التحول الرقمي الذي يشهده العالم بوتيرة متسارعة.
وفي كلمة مسجلة ألقاها خلال افتتاح المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، شدد أخنوش على أن المؤسسات التي لا تواكب هذا التحول، خصوصاً في قطاعات تكنولوجيا المعلومات واللوجستيك، تواجه خطر فقدان قدرتها التنافسية، قائلاً: "الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً تكنولوجياً، بل أصبح ضرورة استراتيجية."
وأشار رئيس الحكومة إلى أن إدماج هذه التكنولوجيا في السياسات العمومية والقطاعات الإنتاجية يجب أن يتم وفق رؤية متوازنة تراعي الأخلاقيات وحماية المعطيات الشخصية، مبرزاً أن من التحديات المطروحة أيضاً خطر انتشار المعلومات الزائفة والمحتويات المفبركة، والتي قد تؤثر على استقرار المجتمعات وتوازنها القيمي.
ودعا أخنوش إلى تعبئة جماعية لتعزيز الاستعدادات الوطنية لهذه التحولات، من خلال الاستثمار في التكوين والبحث العلمي وتحسين أداء المنظومة التربوية لتأهيل الشباب لوظائف المستقبل. كما شدد على ضرورة إرساء قواعد واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، قائلاً: "لا يمكن أن نكسب رهان هذه الثورة دون ثقة مجتمعية ونظم حكامة تشاركية تشمل الدولة والقطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني."
واعتبر المسؤول الحكومي أن الذكاء الاصطناعي بات يترك بصمته الواضحة على قطاعات حيوية كالصحة، من خلال تطوير أدوات التشخيص والعلاج، والفلاحة عبر تحسين الإنتاج وتدبير الموارد، والتعليم بفضل أدوات بيداغوجية جديدة تساهم في تقليص نسب الهدر المدرسي.
وختم أخنوش بالقول إن المغرب مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى برسم سياسة رقمية شاملة تستثمر في الطاقات البشرية وتضمن سيادة رقمية وأخلاقيات استخدام تكنولوجي متوازن.