الرباط: سجّلت جهة طنجة تطوان الحسيمة أعلى نسبة من حرائق الغابات على الصعيد الوطني خلال النصف الأول من سنة 2025، بحسب معطيات رسمية صادرة عن الوكالة الوطنية للمياه والغابات.
وقد عرفت الجهة اندلاع 54 حريقاً غابوياً بين يناير ويونيو الماضيين، التهمت ما يناهز 264 هكتاراً من الغطاء النباتي، أي ما يمثل نحو 50 بالمائة من مجموع الحرائق المسجلة في البلاد خلال نفس الفترة.
إقليم تطوان جاء في مقدمة الأقاليم المتضررة على صعيد الجهة، بـ18 حريقاً أتلفت 112 هكتاراً، يليه إقليم شفشاون بـ9 حرائق أحرقت قرابة 40 هكتاراً، ثم العرائش بـ11 حريقاً دمرت 16 هكتاراً. كما سجلت طنجة 7 حرائق كانت الأشد تأثيراً من حيث المساحة المحروقة، والتي بلغت 86 هكتاراً. أما الحسيمة، فشهدت 7 حرائق أتلفت 8.5 هكتارات، وسُجّل في وزان حريقان لم تتجاوز خسائرهما هكتاراً واحداً.
فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، حذر في تصريح له من ارتفاع مخاطر اندلاع مزيد من الحرائق خلال ما تبقى من فصل الصيف، مشيراً إلى أن “موجتي الحر الشديد اللتين سجلتا في أبريل ويونيو، ساهمتا في جفاف الغطاء النباتي وزيادة قابليته للاشتعال”.
وأوضح العسالي أن المرحلة الأخطر لم تبدأ بعد، إذ إن شهري يوليوز وغشت عادة ما يسجلان ذروة ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أن توقعات الأرصاد الجوية الدولية تؤكد أن بلدان حوض المتوسط ستكون أكثر عرضة لموجات حرائق واسعة خلال هذه الأشهر.
وفي ظل هذه التوقعات المقلقة، دعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات المواطنين إلى توخي أقصى درجات الحذر، وتفادي أي سلوك قد يؤدي إلى إشعال النار، مشددة على أن العامل البشري يبقى السبب الرئيسي في اندلاع 99 بالمائة من الحرائق المسجلة.
وأكدت السلطات المختصة، في المقابل، أنها عززت استعداداتها الميدانية عبر توفير الموارد البشرية اللازمة والمعدات المتطورة، بما فيها الطائرات الخاصة بمكافحة الحرائق، للتدخل بشكل سريع وفعال فور رصد أي بؤرة حريق.