الرباط: حذر شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة، داعياً إلى ضرورة وضع “آليات أخلاقية” لضمان استثمار آمن ومفيد لهذه التكنولوجيا في القطاعات الحيوية.
جاء ذلك خلال مداخلته، اليوم الأربعاء، في ثاني أيام المناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، المنظمة من قبل وزارة الانتقال الرقمي والتنمية المستدامة، تحت الرعاية الملكية.
وقال بنموسى إن تصاعد التوترات الاقتصادية والسيادية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي “قد يُقوّض فرص تطوير هذه التقنية في ميادين مثل التعليم، والفلاحة، والصحة، والحكامة”، مشدداً على أن العالم يواجه سباقاً تقنياً محموماً بين القوى الكبرى، في غياب ميثاق أخلاقي دولي منظم.
وفي سياق النقاش حول التعاون بين دول الجنوب، دعا المسؤول المغربي إلى تعزيز التحالفات الإقليمية داخل إفريقيا، قائلاً إن “غياب التنسيق القاري يعيق استغلال الذكاء الاصطناعي لخدمة الأولويات التنموية”، كما شدد على أن التقدم التقني السريع يجعل من المستحيل أن تنجح الدول النامية بمفردها في مواكبة التحولات دون دعم مشترك ومتكامل.
وأكد رئيس لجنة النموذج التنموي أن الاتحاد الإفريقي بدأ خطوات مهمة في هذا الاتجاه، لكنها ما تزال بحاجة إلى دفعة قوية من خلال توسيع الشراكات، وتكثيف تبادل الخبرات، وتطوير الكفاءات المحلية، مع إشراك الحكومات والمجتمع المدني.
وأوضح بنموسى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً مستقبلياً، بل أصبح مكوناً واقعياً في القرارات الاقتصادية والإدارية، قائلاً: “هذه التقنية لم تعد تعزز الإنتاجية فقط، بل تعيد تشكيل طرق اتخاذ القرار، ما يفرض مقاربات تنظيمية شفافة ومسؤولة”.
وختم بنموسى حديثه بالتأكيد على أن "مخاطر التحيزات الخوارزمية وغياب الشفافية، إضافة إلى سيطرة قوى دولية على مسارات تطوير الذكاء الاصطناعي، تفرض على دول الجنوب أن تتحرك بسرعة لضمان سيادتها الرقمية وتفادي التبعية التقنية".