الجديدة: مع حلول شهر محرم، تعرف الأسواق المغربية انتعاشا ملحوظا في الإقبال على آلة "الطعريجة"، التي تعتبر رمزا للاحتفال بعاشوراء، وتستقطب اهتمام الأسر المغربية من مختلف الأعمار.
في قلب هذا الإقبال، يبرز دوار "الحشالفة"، الواقع بجماعة أولاد احسين قرب مدينة الجديدة، كمركز وطني لصناعة هذه الآلة الموسيقية التقليدية، التي تحافظ على مكانتها داخل الموروث الشعبي المغربي.
ويؤكد مصطفى أبو معروف، رئيس تعاونية "خير الفخار"، أن دوار "الحشالفة" يُعد المنطقة الوحيدة بالمغرب التي تتخصص حصريا في صناعة "الطعريجة"، مشيرا إلى أن أزيد من 100 صانع يشتغلون على إنتاجها طيلة السنة لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في مناسبة عاشوراء.
تمر صناعة "الطعريجة" بمراحل دقيقة، تبدأ بجلب نوع خاص من التربة من ضواحي آسفي، يعالجها الصناع تقليديا قبل تحويلها إلى قوالب تتنوع حسب الحجم والشكل. وغالبا ما يتم بيع هذه القوالب لتجار مختصين في عملية التجليد والتزيين، التي تضفي على "الطعريجة" لمستها الجمالية النهائية.
من جهته، أبرز رشيد جياط، ممثل المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يشكل دعامة أساسية للاقتصاد المحلي، ويوفر فرص شغل مهمة، مشيرا إلى أن السلطات تعمل على دعم هذا القطاع من خلال برامج التكوين وتأهيل التعاونيات المهنية.
وفي إطار تحديث وسائل الإنتاج، خصصت وزارة السياحة والصناعة التقليدية غلافا ماليا بقيمة 10.5 ملايين درهم بشراكة مع مؤسسات أخرى، من أجل تزويد الحرفيين بأفران غازية بديلة عن الأفران التقليدية، حيث تم بالفعل تسليم 16 فرنا، على أن تشمل الدفعة الثانية 9 أفران إضافية.
رغم التحولات، تظل "الطعريجة" حاضرة بقوة في وجدان المغاربة، وتستمر في فرض حضورها خلال المناسبات الشعبية، كعنوان أصيل للفرح والاحتفال، وكموروث ثقافي تتوارثه الأجيال.
