الرباط: في خطوة تؤكد المسار التصاعدي لتحديث القدرات الدفاعية للمملكة، شرعت القوات المسلحة الملكية المغربية في تنفيذ برنامج واسع النطاق لتحديث طائرات النقل العسكري من طراز C-130H، وذلك خلال حفل رسمي احتضنته العاصمة الرباط، الأربعاء الماضي، بحضور مسؤولين عسكريين مغاربة ونظرائهم الأمريكيين، وفق ما أفاد به بلاغ رسمي نشرته الصفحة الرسمية للجيش المغربي على "فيسبوك".
البرنامج، الذي يُنجز بشراكة تقنية مع شركة L3Harris Technologies الأمريكية، يندرج ضمن استراتيجية المغرب لتعزيز جاهزية قواته الجوية في مجالات النقل والشحن والدعم اللوجستي، سواء داخل البلاد أو خارجها، لاسيما في المهام الإنسانية والعمليات العسكرية ذات الطابع الاستعجالي.
ووفق المصدر ذاته، فإن عملية التحديث تشمل مجموعة من التجهيزات الأساسية، أبرزها أنظمة الملاحة الحديثة، والاتصالات المتطورة، والتحكم الإلكتروني بالطيران، مما سيمنح الطائرات قدرات تشغيلية أعلى ومرونة تكتيكية أكبر في بيئات صعبة وظروف جوية معقدة.
ويُشكل هذا المشروع، بحسب مراقبين وخبراء عسكريين، تحولا نوعيا في بنية القوات الجوية المغربية، إذ يعزز استقلالية المغرب في تنفيذ مهام الإسناد الجوي والتدخل السريع في أوقات الأزمات، دون الحاجة إلى دعم خارجي مباشر. كما يأتي في سياق توسع الدور الإقليمي للمغرب في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تشهد تحديات أمنية متزايدة.
ويأتي تحديث هذا الأسطول في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز موارده العسكرية بأحدث النظم، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والطائرات المُسيّرة، ليعزز بذلك مكانته كقوة إقليمية صاعدة وشريك موثوق في جهود حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وفي سياق متصل، تُطرح تساؤلات حول اهتمام المغرب بطائرات أخرى متعددة المهام من قبيل Embraer C-390 Millennium البرازيلية، والتي يمكن أن تشكل إضافة استراتيجية جديدة لأسطول النقل الجوي المغربي في المستقبل.
و يُعد تحديث طائرات C-130H ليس مجرد خطوة تقنية، بل تجسيدًا لتوجه استراتيجي طويل الأمد يعكس طموح المغرب في امتلاك قوة جوية متقدمة قادرة على مواجهة التحديات الحديثة، والتأقلم مع بيئة أمنية متغيرة على المستويين الإقليمي والدولي.