أصوات سياسية جزائرية تنتقد واقع الحريات وتدعو إلى إصلاحات عميقة بمناسبة عيد الاستقلال

Image description
الإثنين 07 يوليو 2025 - 16:02 النور TV كريم الموفيد

الجزائر – تباينت المواقف السياسية والحقوقية في الجزائر بمناسبة الذكرى الـ63 لاستقلال البلاد، بين من يوجّه انتقادات حادة للأوضاع السياسية والحقوقية، وبين من يشيد بما تحقق من استقرار ومبادرات موجهة للشباب.

في هذا السياق، أطلق عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية تصريحات قوية تنتقد ما وصفوه بتراجع الحريات وتجميد الحياة السياسية، فيما أكد الرئيس عبد المجيد تبون، في رسالة رسمية، أن الدولة تسير بثبات نحو تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، كركيزة لبناء جزائر ديمقراطية وعصرية.

انتقادات حادة للانسداد السياسي وغياب الإصلاحات

وشكّلت رسالة الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي إحدى أبرز المواقف، حيث اعتبر أن المشهد السياسي والإعلامي في الجزائر يعيش حالة انغلاق مستمرة منذ عقود، مع بروز الشعبوية كبديل عن النقاش الديمقراطي. وانتقد رحابي ما وصفه بـ“استحالة الممارسة السياسية الحرة”، واعتبر أن تهميش الأحزاب والمجتمع المدني يعمّق أزمة الثقة ويقوض التمثيل الشعبي الحقيقي.

كما وجّه رحابي انتقادات حادة لاستخدام الحبس الاحتياطي في قضايا تتعلق بحرية التعبير، واصفًا ذلك بتحول الإجراء الاستثنائي إلى قاعدة، ما يضر بالحريات الفردية.

تحذيرات من خطر الجمود وتهميش الشباب

في السياق ذاته، نبّه حزب جبهة القوى الاشتراكية إلى مخاطر الجمود السياسي وتأجيل الإصلاحات، معتبرًا أن غياب مؤسسات ذات مصداقية يهدد وحدة البلاد، داعيًا إلى تجديد العقد الاجتماعي وإرساء ديمقراطية حقيقية مبنية على المشاركة واحترام الحقوق.

أما حزب العمال، فقد عبّر عن قلقه من استمرار إغلاق الفضاء العام، مطالبًا بإجراءات تهدئة عاجلة تشمل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات ذات الصلة بحرية الرأي والتعبير. واعتبر الحزب أن الشباب يشعرون بالإقصاء، مما يدفعهم إلى سلوكيات خطيرة أبرزها الهجرة غير النظامية وتعاطي المخدرات.

من جهته، قال عثمان معزوز، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن وعود الاستقلال لم تتحقق بعد، وإن النظام القائم "خذل الأجيال الجديدة" بسبب ما وصفه بـ"القمع ومصادرة الكلمة الحرة"، مشددًا على أن استعادة السيادة الشعبية تمر عبر منح مكانة محورية للشباب.

مواقف تدعو إلى الحوار وتعزيز الثقة

بموازاة هذه القراءات المنتقدة، دعت حركة مجتمع السلم إلى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع، قائمة على الحوار والتوافق، في إعلان سياسي صدر خلال ملتقى خاص بمؤسسها محفوظ نحناح. كما طالبت الحركة بإعادة الاعتبار لدور الإعلام والمؤسسات الثقافية في تحصين الهوية الوطنية.

الرئيس السابق للحركة، عبد الرزاق مقري، شدد بدوره على أن الاحتفال بالاستقلال يجب أن يترافق مع الالتزام بمبادئ الديمقراطية والسيادة الشعبية، داعيًا إلى نضال سياسي صادق لاستكمال مسار التحرر.

الرئاسة تبرز حصيلة التمكين وتفتح آفاقًا للشباب

في المقابل، دافعت رئاسة الجمهورية عن الحصيلة السياسية والاجتماعية المحققة، حيث أكد الرئيس عبد المجيد تبون في رسالة ألقاها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي، أن الدولة تولي أهمية خاصة لتمكين الشباب عبر برامج التكوين والمقاولاتية والدعم الاقتصادي.

وأوضح تبون أن الانخراط السياسي للشباب يعد الضامن الأساسي لبناء دولة ديمقراطية، داعيًا إياهم إلى تجاوز الشك والانخراط في العمل الميداني. كما أشار إلى أهمية المنصات الرقمية الحديثة كوسيلة لتعزيز الشفافية ومكافحة البيروقراطية.

من جانبها، شددت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية على ما وصفته بـ"مكاسب مهمة" في التواصل المباشر بين الرئيس والمواطنين، وحرص الدولة على فتح قنوات الحوار على مختلف المستويات، من أعلى هرم السلطة إلى المجالس المحلية المنتخبة.

وبينما تستمر الاحتفالات الرسمية بذكرى الاستقلال، يتواصل النقاش الداخلي حول أولويات المرحلة المقبلة، وسط دعوات متزايدة لفتح المجال السياسي والإعلامي أمام مشاركة أوسع، واستعادة ثقة الجزائريين في مؤسساتهم.

الأكثر قراءة