باريس: أثارت زيارة وفد ديني مكوّن من شخصيات مسلمة مقيمة في أوروبا إلى إسرائيل، مطلع الأسبوع الجاري، موجة واسعة من التفاعلات على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن تداولت وسائل إعلام عبرية وعربية صوراً ومقاطع فيديو توثق اللقاء الذي جمع الوفد بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقر إقامته بالقدس.
ووفق بيان صادر عن الرئاسة الإسرائيلية، فإن اللقاء تناول قضايا التعايش بين الأديان والحوار بين المسلمين واليهود، وشدد هرتسوغ على أهمية هذه المبادرة في ظل ما وصفه بـ"التوتر المتزايد بين الأديان في العالم". وأشاد بالرغبة التي أبداها أعضاء الوفد في "بناء جسور من التفاهم والتسامح".
وترأس الوفد الإمام الفرنسي من أصل تونسي حسن الشلغومي، المعروف بمشاركاته في فعاليات حوار الأديان، وضمّ شخصيات ذات أصول مغاربية، من بينها الإمام يوسف مصيبح الذي يعمل إمامًا بمسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية، وفق ما أوردته تقارير إعلامية.
وقد قوبلت الزيارة بانتقادات شديدة من قبل منظمات ونشطاء داعمين للقضية الفلسطينية، حيث اعتبر "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" في بيان له، أن الخطوة تمثل "تطبيعاً مرفوضاً" مع إسرائيل، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وأكد المرصد أن الوفد لا يمثل الجاليات المسلمة في أوروبا، مشيراً إلى ما وصفه بـ"انتحال صفة الأئمة" من طرف بعض المشاركين.
من جهته، أصدر مسجد بلال في ألكمار بياناً نفى فيه علمه المسبق بالزيارة، وأعلن إيقاف الإمام يوسف مصيبح عن مهامه بشكل مؤقت، مؤكداً أن مشاركته كانت بصفة شخصية ولا تعكس موقف المؤسسة.
وتناقلت حسابات على منصة "إكس" و"فيسبوك" تعليقات غاضبة من الخطوة، حيث اعتبرها مدونون "إساءة لصورة المسلمين في أوروبا"، في حين دعا آخرون إلى تحري الدقة في تعريف صفة "الإمام" التي أُطلقت على المشاركين.
يُشار إلى أن الزيارة تم تنظيمها من طرف منظمة "شبكة الريادة الأوروبية" (ELNET)، التي تعنى بتقوية العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، حسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.