باريس: سجلت أحدث استطلاعات الرأي في فرنسا تراجعاً غير مسبوق في نسبة رضا المواطنين عن أداء الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه فرانسوا بايرو، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ تولي ماكرون الحكم عام 2017، وفق نتائج دراسة صادرة عن معهد "إيفوب" ونشرتها صحيفة لو جورنال دو ديمانش.
وبحسب الأرقام، لم يبدِ سوى 19% من المستجوبين رضاهم عن الرئيس الفرنسي، مقابل 18% فقط عبّروا عن رضاهم عن رئيس الوزراء، في سياق يتسم بتصاعد التوترات الاجتماعية والاقتصادية، وسقوط حكومة ميشيل بارنييه عقب تصويت بسحب الثقة.
ويأتي هذا التراجع في وقت كشفت فيه الحكومة عن خطة تقشفية تقضي بتوفير 44 مليار يورو في ميزانية 2026، وهي الخطوة التي أثارت موجة استياء واسعة، لا سيما في أوساط رؤساء الشركات والاشتراكيين الذين تقدموا بمذكرة لحجب الثقة.
ووفق الاستطلاع ذاته، عبّر نصف المشاركين عن استيائهم الشديد من أداء بايرو، فيما قال 48% إنهم غير راضين إطلاقاً عن ماكرون، مع تصاعد الغضب بشكل خاص في صفوف التجار، والحرفيين، وسكان المناطق الريفية.
اللافت أن نسبة الرضا الحالية للرئيس تقل عن تلك التي حظي بها خلال ذروة احتجاجات "السترات الصفراء"، والتي كانت تقارب 23%. كما لم تنجح المؤشرات الإيجابية المؤقتة التي سُجلت في أبريل الماضي في الحفاظ على الزخم، بعدما ارتفعت شعبيته آنذاك إلى 28% مدفوعة بتطورات دولية متسارعة، أبرزها تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتطرح هذه الأرقام تحديات جديدة أمام السلطة التنفيذية الفرنسية، خاصة مع اقتراب استحقاقات سياسية مرتقبة ومناخ اجتماعي مشحون قد يعيد مشهد الاحتجاجات إلى الواجهة.
