الرباط: لا تزال عدد من الالتزامات التي تضمنها محضر التسوية الموقع بين طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والحكومة المغربية في نونبر الماضي معلّقة، رغم مرور أشهر على الاتفاق الذي أنهى أطول إضراب طلابي في تاريخ القطاع، وذلك وفق ما أعلنت عنه اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة.
وأكدت اللجنة، في بيان توصلت به الصحافة، أن الحوار مع كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تواصل في أجواء مؤسساتية “بعيدًا عن أي تشويش”، غير أن عددا من النقاط الجوهرية ما تزال قيد الانتظار، داعية إلى الإسراع في تنفيذها.
وفي مقدمة الملفات التي جرى الحسم فيها، أشارت اللجنة إلى إدماج دفعة 2023-2024 ضمن نظام التكوين الطبي المكوَّن من سبع سنوات، بعدما كانت هذه الدفعة عالقة بين النظام القديم والجديد، معتبرة القرار انتصارًا للرؤية التي تبناها الطلبة منذ بداية الاحتجاجات.
كما صدر قرار رسمي من وزارة التعليم العالي، منشور في الجريدة الرسمية، يقضي بإبقاء الطلبة المسجّلين قبل سنة 2024-2025 خاضعين للنظام البيداغوجي السابق، مع اعتماد دفتر ضوابط جديد خاص بشعبة الطب، يشمل جميع التعديلات التي تم الاتفاق عليها.
أما في ما يخص مسلك الصيدلة، فقد أكدت اللجنة المصادقة على دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد، بناءً على مخرجات اللقاءات التي جمعت ممثلي الطلبة بالوزارة وبإشراف من مؤسسة “وسيط المملكة”، في انتظار استكمال الأشغال المتعلقة بالسلك الثالث التي يشرف عليها أساتذة جامعيون من مختلف التخصصات.
وعلى مستوى العلاقة مع وزارة الصحة، أوضحت اللجنة أن الحوار خلُص إلى تقليص مدة التعاقد إلى ثلاث سنوات، وهو الإجراء الذي سيشمل الدفعة الحالية، مع إمكانية تعميمه على باقي الدفعات السابقة، بالنظر إلى تأثيره الإيجابي على استقرار الموارد البشرية بالقطاع الصحي.
كما تم الانتهاء من صياغة مشروع مرسوم جديد في هذا الإطار، في انتظار إحالته على الأمانة العامة للحكومة للمصادقة عليه، وفق ما أكدته اللجنة، التي طالبت بصرف الزيادات في تعويضات المهام بأثر رجعي، ابتداءً من يناير 2025.
ويأتي هذا التفاعل الحكومي استكمالًا لمسار التهدئة الذي أطلقه اتفاق نوفمبر الماضي، بعد أشهر من الإضراب الذي خاضه طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان احتجاجًا على قرار تقليص سنوات التكوين من سبع إلى ست، قبل أن تتدخل مؤسسة الوسيط وتُفضي جهودها إلى اتفاق شامل لإنهاء الأزمة.
