الجزائر وواشنطن تؤكدان التزامهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة رفيعة المستوى

Image description
الإثنين 28 يوليو 2025 - 17:49 النور TV كريم الموفيد

الجزائر: اختتم مسعد بولس، المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط، زيارة رسمية إلى الجزائر، جدد خلالها البلدان التزامهما بتطوير علاقاتهما الثنائية وتعزيز التنسيق في عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجرى استقبال بولس، الذي يُعد أحد أبرز المقربين من الإدارة الجمهورية، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث أكد المسؤول الأمريكي أهمية الجزائر في سياسة بلاده الخارجية، مشدداً على أن واشنطن تتطلع إلى شراكة قائمة على “الاحترام المتبادل والحوار البناء”.

وصرح بولس عقب لقائه الرئيس تبون أن المباحثات تناولت عدداً من الملفات الأمنية والاقتصادية، بما في ذلك قضايا السلم في القارة الأفريقية، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، إضافة إلى إمكانيات رفع مستوى التعاون التجاري، خاصة في قطاع الطاقة، الذي يعرف اهتماماً متزايداً من قبل الشركات الأمريكية.

وفي هذا السياق، كانت شركة “شيفرون” قد وقعت مؤخراً اتفاقية مع الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات لإجراء دراسة تستمر لعامين حول استكشاف إمكانات الطاقة البحرية في الجزائر، وسط مساعٍ حكومية لاستقطاب أسماء كبرى في قطاع المحروقات، بينها “إكسيدنتال” و“إكسون موبيل”.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، التقى بولس كذلك بوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، حيث أشاد الجانبان بتقارب المواقف حول التحديات الأمنية في الساحل، وتبادل وجهات النظر بشأن الدور الذي تلعبه الجزائر بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن.

ورغم تعدد المواضيع التي طُرحت خلال الزيارة، فقد غاب ملف الصحراء الغربية عن التصريحات الرسمية لبولس، في خطوة فُسّرت على أنها تجنب للإحراج الدبلوماسي، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها في أبريل الماضي، والتي قال فيها إن “الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ليس مطلقاً، بل مشروط بحل متوافق عليه بين جميع الأطراف”.

وكان بولس قد أكد حينها في مقابلة مع قناة “العربية” أن إعلان ترامب عام 2020 بخصوص الصحراء تضمن بنداً يدعو للحوار، موضحاً أن “هناك نحو 200 ألف لاجئ صحراوي في الجزائر، وأن إيجاد حل نهائي لهذا الملف يمثل أولوية إنسانية وسياسية”.

وتُعد هذه التصريحات من بين المواقف الأمريكية القليلة التي تعيد التوازن في التعاطي مع الملف، بالنظر إلى الدعم الأمريكي السابق لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره “الحل الوحيد”.

في المقابل، تواصل الجزائر تمسكها بموقفها الداعم لحق تقرير المصير، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، وتؤكد رفضها لأي تسوية لا تأخذ في الاعتبار مشاركة جبهة البوليساريو كطرف أساسي في المفاوضات.

وفي سياق آخر، شدد الرئيس تبون في تصريحات متزامنة مع الزيارة على متانة العلاقات الجزائرية الأمريكية، نافياً وجود أي خلافات استراتيجية بين البلدين، وقال: “الجزائر صديقة للولايات المتحدة، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ”، مشيراً إلى استقباله المتكرر لقادة “أفريكوم”.

وكان الفريق أول مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، قد زار الجزائر بداية العام الجاري، وتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين، وُصفت بأنها “تتوج سنوات من العمل المشترك لبناء أهداف أمنية إقليمية”.

يُشار إلى أن العلاقات الجزائرية الأمريكية عرفت خلال السنوات الأخيرة تطوراً تدريجياً في الجوانب الاقتصادية والعسكرية، مع بقاء بعض الملفات السياسية محل تباين، أبرزها موقف الجزائر من التطبيع العربي مع إسرائيل، ورفضها ربط ملف الصحراء المغربية باتفاقيات أبراهام، التي دفعت إدارة ترامب السابقة لتقديم تنازلات دبلوماسية للمغرب.

الأكثر قراءة