الرباط: في خطاب وجّهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتوليه العرش، أعرب الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء، عن استعداد المملكة المغربية لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الجزائر، عبر حوار "صريح ومسؤول" يتناول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.
وأكد الملك، في الخطاب الذي بثته القنوات الوطنية، أن المغرب "يواصل الالتزام بنهج اليد الممدودة تجاه الجزائر، إيماناً بوحدة المصير المشترك بين الشعبين الشقيقين"، مبرزاً أن "العلاقات المغربية الجزائرية يجب أن تُبنى على أسس الاحترام المتبادل والتعاون البناء".
وأوضح العاهل المغربي أن "المغرب ينظر إلى الشعب الجزائري كشعب شقيق تجمعه مع الشعب المغربي روابط راسخة من التاريخ والدين واللغة"، داعياً إلى تجاوز الخلافات التي وصفها بـ"المؤسفة" والتي تعيق تطور العلاقات الثنائية.
كما شدد الملك محمد السادس على أهمية استئناف الدينامية المغاربية، مشيراً إلى أن تحقيق حلم الاتحاد المغاربي "يظل رهيناً بإعادة بناء الثقة وتعزيز التضامن بين دول المنطقة، وعلى رأسها المغرب والجزائر".
ويأتي هذا الخطاب في سياق توتر إقليمي مستمر، في ظل استمرار إغلاق الحدود البرية بين البلدين منذ سنة 1994، وتوقف قنوات الاتصال الرسمية منذ قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط في غشت 2021.
وتُعد قضية الصحراء أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، حيث تدعم الجزائر جبهة "البوليساريو" المطالبة بالانفصال، في حين تقترح الرباط حكماً ذاتياً تحت سيادتها كحل نهائي للنزاع.