بومرداس – أعلنت جبهة البوليساريو الإرهابية، خلال فعاليات الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية المنعقدة بمدينة بومرداس الجزائرية، عن استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل يعتبرونه “عادلاً ومتطابقاً مع الشرعية الدولية”، مجددة تمسكها بخيار “تقرير المصير” باعتباره السبيل الوحيد لتسوية نزاع الصحراء.
وجاء هذا التصريح على لسان بشرايا حمودي بيون، الوزير الأول وعضو الأمانة الوطنية للجبهة، الذي أكد أن “الحل الذي يحفظ ماء وجه الجميع ويؤسس للسلام في المنطقة هو ذلك الذي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال”، في إشارة ضمنية إلى الخطاب الأخير الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ26 لجلوسه على العرش.
وفي الوقت الذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى “حوار صريح وأخوي” مع الجزائر بخصوص القضايا العالقة، ومن ضمنها نزاع الصحراء، أكدت البوليساريو أن أي مفاوضات يجب أن تكون “جدية وذات مصداقية وبدون شروط مسبقة”.
وفي السياق ذاته، عبّر سياسيون جزائريون مشاركون في الجامعة الصيفية عن دعمهم الكامل لموقف البوليساريو، ورفضهم المقترح المغربي للحكم الذاتي. وقال صويلح بوجمعة، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة، إن “الأمم المتحدة لا تناقش مقترح الحكم الذاتي، بل تؤكد على ضرورة تنظيم استفتاء لتقرير المصير”.
كما دعا أحمد بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة، إلى “تعزيز وحدة القيادة الصحراوية، والتمسك بالاستقلال كخيار استراتيجي”، مؤكداً على أهمية ما سماه بـ”الحاضنة الشعبية للكفاح الصحراوي”.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار القطيعة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر منذ غشت 2021، حين أعلنت الجزائر رسميًا قطع علاقاتها مع المغرب متهمة إيّاه بـ”الأعمال العدائية”، وهو قرار اعتبره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لاحقًا “بديلاً لنشوب حرب بين البلدين”.