بكين: تشهد مدينة فوشان جنوب الصين انتشارًا غير مسبوق لفيروس "شيكونغونيا" المنقول عبر لسعات البعوض، حيث تجاوز عدد الإصابات المسجّلة منذ مطلع يوليوز سبعة آلاف حالة، في أكبر موجة للمرض منذ ظهوره في البلاد قبل نحو عشرين عامًا.
السلطات الصحية أطلقت حملة طوارئ شاملة لاحتواء الفيروس، شملت الفحص الجماعي للسكان، وعزل المصابين في مراكز طبية مجهزة بأسِرّة محمية بشباك واقية من البعوض، إضافة إلى تعقيم الأحياء والمنشآت العامة. كما استعانت فرق المكافحة بوسائل مبتكرة، بينها الطائرات المسيّرة لتحديد أماكن تجمع المياه، وإطلاق أنواع من الأسماك والبعوض المفترس للقضاء على يرقات الناقل الرئيسي للمرض.
المرض الذي تظهر أعراضه بين أربعة وثمانية أيام بعد الإصابة، يسبب حمى وآلامًا شديدة في المفاصل قد تستمر لأشهر، ورغم أنه نادرًا ما يكون قاتلًا، إلا أن الرضع وكبار السن معرضون أكثر للمضاعفات. ولا يتوفر له علاج نوعي، باستثناء أدوية تخفيف الأعراض مثل الباراسيتامول.
في المغرب، أكّد أطباء مختصون أن البلاد بعيدة عن دائرة الخطر، نظرًا لتمركز الفيروس في المناطق الاستوائية الرطبة، وعدم تسجيل أي إصابة محلية حتى الآن. وأوضح الخبير الصحي سعيد عفيف أن مكافحة البعوض تمثل الوسيلة الأنجع للوقاية، فيما شدد الباحث في السياسات الصحية الطيب حمضي على أهمية اليقظة الوبائية دون الحاجة لتدابير صارمة على غرار الصين.
ويحذر خبراء عالميون من أن تغير المناخ وزيادة معدلات الأمطار قد يساهمان في اتساع رقعة انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل "شيكونغونيا" و"حمى الضنك"، حيث سُجل هذا العام نحو 240 ألف إصابة و90 وفاة مرتبطة بالفيروس عالميًا، معظمها في أميركا الجنوبية.
