الرباط: في تصريحات مثيرة للجدل، خرج جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، عن الخط الرسمي لبلاده بخصوص ملف الصحراء المغربية، منتقداً اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تعتبرها الولايات المتحدة والأمم المتحدة حلاً واقعياً للنزاع الإقليمي.
بولتون، الذي أدلى بموقفه خلال مقابلة مع صحافي إسباني، دعا إلى العودة لما أسماه "التزامات 1991" المتعلقة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، رغم أن الأمم المتحدة اعتبرت هذه الصيغة متجاوزة وغير قابلة للتنفيذ منذ سنوات، مفضلة الدفع نحو حل سياسي عملي ومتوافق عليه.
كما ربط المسؤول الأمريكي السابق بين استمرار النزاع في الصحراء المغربية والأوضاع الأمنية في منطقة الساحل، متجاهلاً – بحسب مراقبين – الدور المحوري للمغرب في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وهو دور أشادت به تقارير أمنية ودبلوماسية دولية.
وفي حديثه عن بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، اعتبر بولتون أن مهمتها الأساسية كان يفترض أن تقتصر على الإشراف على الاستفتاء، منتقداً غياب آلية لمراقبة حقوق الإنسان، بينما تؤكد قرارات مجلس الأمن المتتالية على أن ولاية البعثة تتمثل في دعم المسار السياسي وضمان وقف إطلاق النار دون تجاوز اختصاصاتها.
وشملت انتقادات بولتون فرنسا، متهماً إياها بالانحياز للموقف المغربي، في وقت تؤكد فيه باريس أن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي ينسجم مع التوجه الدولي نحو حل سياسي واقعي ودائم.
تأتي هذه التصريحات في ظل تزايد الدعوات، داخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تصنيف جبهة "البوليساريو" كتنظيم إرهابي بسبب ارتباط عناصر منها بجماعات مسلحة في الساحل، ما يجعل طرح بولتون في مواجهة مع التوجهات الدولية الرامية لتعزيز الاستقرار ومكافحة التطرف في المنطقة.