الجزائر: تحتضن الجزائر العاصمة، في الفترة الممتدة من 4 إلى 10 شتنبر المقبل، فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، بمشاركة آلاف العارضين والزوار، وذلك في سياق دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف) حيز التنفيذ العملي.
ويُنظم هذا الموعد الاقتصادي من طرف البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك)، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمانة الاتفاقية، حيث يتوقع أن يستقطب ما يزيد عن 2000 عارض يمثلون قطاعات الإنتاج والخدمات من داخل القارة وخارجها، إضافة إلى حوالي 35 ألف زائر مهني. كما يُرتقب أن تتجاوز قيمة الصفقات التي ستُبرم على هامشه 44 مليار دولار.
المعرض سيعرف حضور مؤسسات ناشئة وشركات صغيرة ومتوسطة، فضلاً عن أجنحة خاصة بالفلاحة والصناعة والطاقة والمالية، إلى جانب تظاهرات موازية مثل “شبكة إفريقيا الإبداعية ـ كانكس” والمعرض الإفريقي للسيارات.
وأكد مسؤولون اقتصاديون أن هذا الحدث يشكل اختباراً عملياً لتفعيل اتفاقية “زليكاف”، بما يتيح تحرير الرسوم الجمركية وتبسيط الإجراءات وتوحيد قواعد المنشأ. كما يُنظر إليه كفرصة لتقوية سلاسل الإمداد الإفريقية وتقليص التبعية للأسواق الخارجية.
من جانب آخر، تراهن الجزائر على هذه التظاهرة لتعزيز دورها كحلقة وصل بين إفريقيا جنوب الصحراء وحوض المتوسط وأوروبا، مستندة إلى مشاريع استراتيجية كبرى بينها الطريق العابر للصحراء، وأنبوب الغاز العابر للقارة، وشبكات الربط الكهربائي والرقمي. كما أحدثت وكالة للتعاون الدولي بصندوق قدره مليار دولار لدعم مشاريع تنموية في بلدان إفريقية عدة.
ويأتي المعرض في وقت لا تتجاوز فيه المبادلات التجارية البينية بالقارة 16 بالمائة من إجمالي المبادلات، مقابل أكثر من 60 بالمائة في الاتحاد الأوروبي، ما يبرز التحديات المطروحة أمام بناء سوق إفريقية موحدة تقدر إمكاناتها بأزيد من 3500 مليار دولار وتجمع أكثر من 1,4 مليار نسمة.