الرباط: في عالم الجندية حيث الانضباط والصرامة هي القاعدة، يبرز اسم الضابط أنس مزديد كأحد الوجوه الشابة التي استطاعت أن تمزج بين الكفاءة العسكرية وروح المواطنة العميقة. فمنذ التحاقه بصفوف القوات المسلحة الملكية، ظل يحمل قناعة راسخة مفادها أن خدمة الوطن ليست مجرد واجب وظيفي، بل التزام أخلاقي وإنساني لا ينتهي بخلع البزة العسكرية.
ولد أنس مزديد في بيئة مغربية غرست فيه قيم الانضباط وحب الوطن منذ الصغر. ومع دخوله المدرسة العسكرية، ظهرت ملامح شخصية جادة تتقن الإصغاء، وتؤمن بالعمل الجماعي باعتباره أساس النجاح في أي مهمة. وقد عرف عنه وسط زملائه مثابرته وإصراره على إنجاز المهام حتى في أصعب الظروف.
على امتداد مساره، شارك الضابط الشاب في عدد من التكوينات والتدريبات الميدانية داخل المغرب وخارجه، ما أكسبه خبرة مضاعفة في تدبير المواقف الحرجة والتعامل مع تحديات الميدان. وهو ما أهله لأن يكون اليوم نموذجًا لجيل جديد من الضباط المغاربة، الذين يجمعون بين صرامة الانضباط العسكري ورؤية عصرية للتحديات الأمنية والإنسانية.
ورغم طبيعة عمله الشاقة، لم ينقطع أنس مزديد عن الاهتمام بالجانب الثقافي والإنساني، حيث يحرص على تطوير نفسه بالقراءة ومواكبة المستجدات الفكرية والسياسية، إدراكًا منه أن الضابط الناجح ليس فقط من يتقن فنون القتال، بل من يفهم أيضًا ديناميات المجتمع الذي يخدمه.
في محيطه المهني والإنساني، يوصف أنس بكونه قريبًا من الناس، متواضعًا، ومؤمنًا بأن الجندية الحقيقية تعني حماية المواطن واحترامه قبل كل شيء. وبين أروقة الثكنة العسكرية أو في ميادين التدريب، يبقى الرجل حاضرًا بابتسامته الهادئة وإصراره الدائم على أن الجيش المغربي سيظل مدرسة للوطنية والشرف.