الرباط – تواصلت مساء الاثنين موجة الاحتجاجات الشبابية التي انطلقت نهاية الأسبوع بعدد من المدن المغربية، حيث شهدت العاصمة الرباط محاولات تجمهر بساحة باب الحد ومحيطها، سرعان ما واجهتها تدخلات أمنية حالت دون تحولها إلى تجمعات واسعة.
وعرفت المنطقة انتشاراً مكثفاً لعناصر القوات العمومية منذ الساعات الأولى للمساء، مع تسجيل اعتقالات في صفوف عدد من الشبان الذين حاولوا رفع شعارات اجتماعية. كما رُصدت مطاردات متفرقة قرب “السوق المركزي” ومداخل المدينة العتيقة، قبل أن تنتهي التحركات قرابة الثامنة ليلاً.
مصادر محلية أفادت بأن دعوات التظاهر صدرت عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصاً “ديسكورد”، وتمت استجابتُها بشكل متزامن في مدن أخرى من بينها الدار البيضاء، مراكش، فاس، أكادير، طنجة، وجدة وتطوان.
وشوهدت السلطات وهي توجه نداءات للمواطنين بالابتعاد عن أماكن التجمهر لتأمين حركة السير بوسط العاصمة، خاصة عند المدارة الرئيسية لشارع الحسن الثاني قرب المقر المركزي لحزب الاستقلال.
ويؤكد المتظاهرون المنتمون إلى ما يطلق عليه “جيل زد” أن تحركاتهم تهدف إلى المطالبة بإصلاحات في قطاعات التعليم والصحة، إلى جانب محاربة الفساد.
في المقابل، نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن خبير أمني أن التدخلات اعتمدت مقاربة “متوازنة” تراعي الحفاظ على النظام العام وضمان سلامة كل من القوات العمومية والمحتجين. وأوضح المصدر ذاته أن الوحدات المنتشرة لم تستعمل الوسائل التقليدية لتفريق التجمهرات، مثل خراطيم المياه أو الغاز المسيل للدموع، بل اكتفت بالتطويق الميداني وتنفيذ قرارات المنع الصادرة عن السلطات المحلية.
وتأتي احتجاجات “جيل زد” خارج أي إطار حزبي أو نقابي منظم، ما يضفي عليها طابعاً غير مسبوق في المشهد الاحتجاجي المغربي.