الجزائر: أثار مهرجان الكوسبلاي، المنظم ضمن فعاليات الشريط المرسوم “فيبدا” بالعاصمة الجزائرية، موجة تفاعل واسعة عقب تداول صور لمشاركين ارتدوا أزياء شخصيات أنمي بالقرب من مقام الشهيد يوم 6 أكتوبر الجاري، ما دفع السلطات إلى التحرك لبحث ملابسات الحدث.
وطالب النائب زكرياء بلخير، رئيس لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، في مراسلة رسمية إلى الوزير الأول، بفتح تحقيق حول ظروف الترخيص للمهرجان، معتبراً أن إقامة أنشطة ترفيهية بمحاذاة أحد أبرز المعالم التاريخية في البلاد “تتعارض مع رمزيته الوطنية”.
ودعا البرلماني إلى “تعزيز الرقابة على الأنشطة الثقافية والإعلامية” واتخاذ إجراءات تضمن احترام القيم والمقدسات، محذراً مما وصفه بـ“مظاهر دخيلة على المجتمع الجزائري”.
في المقابل، رفض عدد من النشطاء والفاعلين الثقافيين الاتهامات الموجهة للمشاركين، مؤكدين أن المهرجان كان نشاطاً فنياً ترفيهياً لا علاقة له بما سُمِّي “عبادة الشيطان”. وأوضحوا أن الجدل القائم يعكس سوء فهم لطبيعة ثقافة الكوسبلاي المنتشرة عالمياً بين فئة الشباب.
كما انتقدت آراء أخرى ما وصفته بـ“تسييس حدث ثقافي شبابي”، داعية إلى دعم مبادرات الإبداع والتعبير الفني بدلاً من التضييق عليها، مع مراجعة الجوانب التنظيمية لضمان احترام رمزية المواقع الوطنية دون المساس بحرية الأنشطة الثقافية.
وبين الدعوات إلى التحقيق والمطالب بحماية حرية التعبير الفني، يواصل الجدل حول المهرجان تصدر النقاش العام في الجزائر، وسط تساؤلات حول حدود الممارسة الثقافية في الفضاءات ذات الرمزية التاريخية.
