الرباط: شهد القطاع السياحي المغربي أداءً غير مسبوق خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة الجارية، إذ استقبلت المملكة 15 مليون سائح حتى نهاية شهر شتنبر، بزيادة بلغت 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفق ما أعلنت عنه وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور.
وأوضحت عمور، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن عائدات السياحة بالعملة الصعبة وصلت إلى 87.6 مليار درهم إلى غاية نهاية غشت 2025، وهو رقم قياسي جديد يعكس متانة القطاع واستمرارية ديناميته منذ بداية العام.
وأكدت الوزيرة أن هذه النتائج جاءت ثمرة التنفيذ الفعلي لخارطة الطريق الوطنية للسياحة، التي تركز على تعزيز الربط الجوي، وتنويع العروض السياحية، وتحسين تجربة الزوار. وأبرزت أن الحكومة تعمل على جعل السياحة رافعة تنموية شاملة تمس مختلف جهات المملكة، من خلال نموذج جديد قائم على تسع سلاسل موضوعاتية وخمس سلاسل أفقية، تُبرز خصوصية كل جهة ومؤهلاتها.
وفي ما يتعلق بجذب الاستثمارات، كشفت عمور عن تفعيل برنامج “CAP HOSPITALITY” المخصص لتجديد مؤسسات الإيواء السياحي، عبر قروض تتحمل الدولة فوائدها كاملة، بقيمة استثمارية تتراوح بين 3 و100 مليون درهم، ومدة سداد تصل إلى 12 سنة مع سنتين من الإمهال. وأشارت إلى استفادة 91 مؤسسة من هذا البرنامج إلى حدود الآن.
كما تطرقت الوزيرة إلى برنامج “GO SIYAHA”، الذي خصص له غلاف مالي قدره 720 مليون درهم لدعم مشاريع الترفيه والإيواء والمقاولات السياحية، مبرزة أنه يهدف إلى مواكبة نحو 1700 مقاولة سياحية في أفق سنة 2026، من خلال تمويلات تصل إلى 40 في المائة من قيمة الاستثمار الإجمالي.
وعلى المستوى الجهوي، أوضحت المسؤولة الحكومية أن الوزارة تعمل بتنسيق مع الشركات الجهوية للتنمية السياحية (SDRs)، وأطلقت “بنك المشاريع” عبر منصة رقمية تضم أكثر من 200 مشروع استثماري جاهز للتنفيذ في مختلف الجهات، إلى جانب 14 مشروعاً مهيكلاً يشكل رافعة للعرض السياحي الوطني.
أما بخصوص السياحة القروية، فأبرزت عمور أنها تشكل محوراً أساسياً في السياسة السياحية الجديدة، إذ خُصصت لها ثلاث سلاسل موضوعاتية تتعلق بالطبيعة والرحلات في الهواء الطلق، والصحراء والواحات، والسياحة الداخلية المرتبطة بالمجالات الطبيعية. وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على تثمين 16 قرية سياحية بغلاف مالي يناهز 188 مليون درهم، إلى جانب دعم مشاريع المنتزهات الطبيعية في إفران وتوبقال وسوس-ماسة.
وأضافت الوزيرة أن تطوير السياحة القروية يشمل كذلك فك العزلة الجوية عن بعض المناطق عبر اتفاقيات مع شركات الطيران، وتأهيل المرشدين السياحيين، وإحداث مسارات تكوين جديدة في العالم القروي، في إطار رؤية شاملة تجعل من السياحة القروية رافداً أساسياً للتنمية المحلية.
وختمت عمور بالتأكيد على أن الأرقام المسجلة تؤكد أن المغرب يسير بثبات نحو ترسيخ موقعه كوجهة سياحية عالمية، بفضل الإصلاحات الهيكلية، والتعبئة الحكومية المتواصلة، والشراكات الاستراتيجية مع الفاعلين العموميين والخواص.