واشنطن – أجرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، مباحثات موسّعة في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تركزت على مستقبل العلاقات الثنائية، ومسار التطبيع مع إسرائيل، والتعاون الدفاعي والاقتصادي بين البلدين.
وخلال اللقاء الذي حظي باستقبال رسمي لافت، شدد الأمير محمد على رغبة الرياض في المضي قُدماً نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ضمن إطار يضمن “خارطة طريق واضحة لتحقيق حل الدولتين”، مؤكداً أن المملكة مستعدة للانخراط في الاتفاقات الإبراهيمية شريطة توفير مقومات عملية للسلام.
وفي حديثه إلى الصحافيين في المكتب البيضاوي، أوضح ولي العهد أن المباحثات مع الرئيس الأمريكي كانت “إيجابية وبنّاءة”، مضيفاً أن المملكة ستواصل العمل مع واشنطن لتوفير الظروف الداعمة لاستعادة الاستقرار في المنطقة، بما يشمل تحويل هدنة غزة إلى مسار سلام دائم.
قوة استثمارية صاعدة
وفي الجانب الاقتصادي، أعلن الأمير محمد بن سلمان أن السعودية تعتزم رفع حجم استثماراتها المتوقعة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، في خطوة تُظهر – بحسب مراقبين – عمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتوجّه المملكة لتعزيز استثماراتها الدولية ضمن رؤية 2030.
ورحّب ترامب بالخطوة، واصفاً العلاقات مع السعودية بأنها “ركيزة أساسية” في الاستراتيجية الأمريكية للطاقة والأمن في الشرق الأوسط.
اتفاقات نووية ودفاعية جديدة
وبالتزامن مع الزيارة، كشفت الإدارة الأمريكية عن توقيع إعلان مشترك للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، يمهّد لاستثمارات بمليارات الدولارات على المدى الطويل، مع تأكيد واشنطن على احترام معايير معاهدة منع الانتشار النووي.
كما وافق ترامب على صفقة تتيح للمملكة الحصول على مقاتلات متطورة من طراز “إف-35”، إلى جانب تعزيز التنسيق الدفاعي عبر اتفاق جديد يرقى إلى مستوى “شراكة دفاعية” رسمية.
ملف خاشقجي يعود للواجهة
وعلى هامش الزيارة، أعادت تصريحات ترامب حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي الجدل إلى الواجهة، بعدما وصف الحادث بأنه “وقع في ظروف معقّدة”، فيما أكد ولي العهد السعودي أن الحادثة كانت “خطأً جسيماً” خضعت لتحقيقات موسّعة لمنع تكرارها، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، طالبت أرملة خاشقجي، حنان العطار، عبر تصريحات إعلامية، بلقاء مع الأمير محمد لتقديم اعتذار رسمي، مشيرة إلى أن آثار الحادثة “غَيّرت مجرى حياتها”.
توازنات إقليمية وتحالفات جديدة
ويرى محللون أن زيارة ولي العهد تأتي في لحظة مفصلية تشهد فيها المنطقة تحولات عميقة، خصوصاً مع سعي السعودية للحصول على ضمانات أمنية أمريكية واضحة، مشابهة لتلك التي قُدمت لدول خليجية أخرى خلال أزمات سابقة.
وفي ختام اليوم الأول للزيارة، أقامت السيدة الأولى ميلانيا ترامب عشاءً رسمياً في البيت الأبيض تكريماً للضيف السعودي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي خلاله تصنيف المملكة “حليفاً رئيسياً من خارج الناتو”.