الجزائر: سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الموازية بالجزائر ارتفاعاً غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، حيث تجاوز سعر اليورو مستويات قياسية، في ظل استمرار الضغط على الدينار وتزايد الإقبال على العملة الصعبة من طرف فئات مختلفة.
ويُعزى هذا الارتفاع، حسب متابعين للشأن الاقتصادي، إلى اختلال واضح بين العرض والطلب، مدفوعاً بزيادة احتياجات المستوردين والخواص، خاصة في قطاعات السيارات والتجارة الخارجية، مقابل محدودية مصادر العملة في السوق غير الرسمية.
في المقابل، حافظت الأسعار في السوق الرسمية على مستويات شبه مستقرة، ما عمّق الفجوة بين السعرين، وطرح مجدداً إشكالية فعالية الآليات المعتمدة للحد من نشاط السوق الموازية.
وبالتوازي مع هذا التوتر، أعلنت وزارة التجارة الخارجية عن تشديد مراقبة عمليات استيراد السيارات الفردية، مؤكدة أن أي عملية بيع أو تسويق خارج الأطر القانونية ستُعد مخالفة للتشريع الجاري به العمل، في خطوة تهدف إلى تقليص استنزاف العملة الصعبة والحد من نشاط الوسطاء.
من جهة أخرى، عبّر خبراء اقتصاديون عن تخوفهم من توجه السلطات نحو توسيع الاقتراض من البنك المركزي، محذرين من أن اللجوء إلى ما يُعرف بالتمويل غير التقليدي قد يرفع من حجم المديونية الداخلية ويؤثر سلباً على استقرار العملة الوطنية.
ورغم هذه المؤشرات، تشير البيانات الرسمية إلى تسجيل مستويات تضخم منخفضة نسبياً، مدعومة بتراجع أسعار عدد من المواد الغذائية الأساسية، لاسيما الخضر وبعض المنتجات الفلاحية، وهو ما خفّف جزئياً من الضغوط على القدرة الشرائية للمواطنين.
