الدوحة: اقترب المنتخب الفلسطيني من تحقيق أول تأهل في تاريخه إلى ربع نهائي كأس العرب، بعدما فرض تعادلاً مثيراً على نظيره التونسي بنتيجة 2-2 في مباراة شهدها استاد لوسيل بحضور جماهيري فاق 44 ألف متفرج. وتقدم المنتخب التونسي بهدفين سجلهما عمر العيدوني في الدقيقة 16 وفراس الشواط في الدقيقة 51، قبل أن ينجح الفلسطينيون في قلب مجريات اللقاء عبر حامد حمدان في الدقيقة 61 وزيد قنبر في الدقيقة 85، ليصل “الفدائي” إلى أربع نقاط مقابل نقطة وحيدة لتونس التي أصبحت في وضع صعب قبل الجولة الأخيرة.
المنتخب الفلسطيني واصل تقديم مستويات لافتة في النسخة الحالية، بعد انتصاره على ليبيا في التصفيات ثم فوزه على قطر في الافتتاح، ليضيف نقطة ثمينة أمام تونس وصيفة النسخة الماضية. وأكد زيد قنبر، صاحب هدف التعادل وأفضل لاعب في المباراة، أن الفريق أظهر شخصية قوية وروحاً قتالية، مضيفاً أن “النقطة أفضل من الخسارة، وأن اللاعبين لعبوا من أجل شعبهم”. أما المدافع محمد صالح، فاعتبر أن الطموح بات أكبر بعد كل مباراة، مؤكداً أنهم يقاتلون من أجل إسعاد الفلسطينيين.
من جهته، شدد المدرب إيهاب أبو جزر على أن احترام الخصم كان مفتاح الأداء، مشيراً إلى أن المنتخب التونسي يتمتع بقيمة فنية عالية، وأن فريقه نجح في إغلاق المساحات والعودة في النتيجة بفضل الانضباط والتركيز. وقال إن الجماهير في غزة “ابتهجت بهذا التعادل الذي يعكس عزيمة اللاعبين”.
في المقابل، أبدى قائد المنتخب التونسي فرجاني ساسي استياءه من ضياع الفوز، مؤكداً أن فريقه ارتكب الأخطاء نفسها في الهدفين، ما جعل موقفه معقداً في سباق التأهل. وأوضح أن المباراة المقبلة أمام قطر ستكون الفرصة الأخيرة للمنتخب التونسي لمحاولة العبور إلى الدور التالي.
وشهدت المباراة بداية قوية من المنتخب التونسي الذي سيطر على وسط الملعب وهدد مرمى رامي حمادة في أكثر من مناسبة، قبل أن يفتتح العيدوني التسجيل بعد متابعة ناجحة داخل المنطقة. ومع انطلاق الشوط الثاني، عزز الشواط النتيجة من كرة وصلته بعد خطأ دفاعي فلسطيني. ورد “الفدائي” بتقليص الفارق عبر تسديدة قوية لحامد حمدان من خارج المنطقة، لتبدأ مرحلة ضغط فلسطيني كبير أثمرت عن هدف التعادل قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وكاد الطرفان أن يسجلا في اللحظات الأخيرة، غير أن الحارس الفلسطيني رامي حمادة حافظ على النتيجة بتصدي مهم في الدقيقة 90.
وبهذا التعادل، بقيت كل الاحتمالات مفتوحة في المجموعة، بينما خطا المنتخب الفلسطيني خطوة مهمة نحو تحقيق إنجاز تاريخي في البطولة.
