إسطنبول: انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسراع المعارضة في إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وقال أردوغان في تغريدة على تويتر: “في حين أن الانتخابات جرت في أجواء إيجابية وديمقراطية وبالتزامن مع استمرار فرز الأصوات، فإن محاولة إعلان النتائج على عجل (من قِبل المعارضة) تعني اغتصاب الإرادة الوطنية”.
وأضاف أن جريان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على شاكلة عيد ديمقراطي كبير يسوده السلام والهدوء، هو تعبير عن النضج الديمقراطي لتركيا.
وأردف: “أطلب من جميع أصدقائي وزملائي البقاء في صناديق الاقتراع مهما حدث، حتى يتم الإعلان عن النتائج رسميًا.
واستطرد: “أهنئ جميع المواطنين الذين صوتوا باسم الديمقراطية وشاركوا في العمل الانتخابي، وأعبر عن امتناني لكل واحد منهم”.
النتائج الأولية
أظهرت نتائج أولية للانتخابات الرئاسية التركية اليوم الأحد تقدم رجب طيب أردوغان بعد حصوله على 51.23% مقابل 42.95% لكليتشدار أوغلو بعد إحصاء ثلثي الأصوات.
وكان من المتوقع أن تكون النتائج الأولية في صالح أردوغان لأن عمليات الإحصاء الأولى تأتي عادة من المناطق الريفية المحافظة.
وقالت أربعة مصادر من المعارضة التركية إن كليتشدار أوغلو متقدم على أردوغان بفارق ضئيل.
“العدالة والتنمية”: لن نسمح بإحداث قلق أثناء فرز الأصوات
شدد الناطق باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك، الأحد، على استمرار فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ولم يتم بعد البت في النتيجة الرسمية التي تعبر عن إرادة الشعب.
وأكد جليك في مؤتمر صحافي عقده بولاية أضنة جنوبي البلاد، أن بلاده أظهرت للعالم كله قوة الديمقراطية وكيفية خوض نضال ديمقراطي.
وجاء مؤتمر جليك بعد تعليقات من جانب المعارضة التركية وتهجمها على نتائج الفرز الأولية التي تنشرها الأناضول.
وأضاف: “اتضح أنهم يهاجمون وكالة الأناضول ثم يعلنون نتيجة الانتخابات. إذا كان المطلوب البحث عن شيء في الأدبيات التي تعادل العقلية الديكتاتورية فهذا هو النهج الذي نراه حاليا”.
وأردف: “نحن أصحاب نهج قبول نتيجة الانتخابات مهما كانت”، منتقدا المعارضة “التي لا تحترم نتيجة الانتخابات وتحاول إعاقتها بالقضاء والانقلابات والجيش”.
وقال أيضا “الرئيس رجب طيب أردوغان كان متقدمًا بفارق كبيرة في البيانات الأولية، رغم ذلك لم نعلن نتيجة، لأننا نحترم الإرادة الوطنية”.
وشدد أن “النتائج غير النهائية ستعلنها الهيئة العليا للانتخابات وسيراها الجميع”.
وتابع جليك “لن نسمح بالتلاعب خلال العملية الانتخابية أو إحداث التوتر والقلق في المجتمع قبل إعلان النتائج الرسمية”.
وقال أيضا “لقد رأينا هذه الحيل في الماضي، ويعد ذلك عدم احترام للأمة والمؤسسة السياسية وصندوق الاقتراع”.
وأدلى الأتراك بأصواتهم اليوم الأحد في واحدة من أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ بلادهم الحديث الممتد منذ 100 عام، وهو اقتراع قد ينهي حكم الرئيس رجب طيب أردوغان المستمر منذ 20 عاما ويتردد صداه خارج حدود تركيا.
وستقرر الانتخابات الرئاسية ليس فقط من سيقود تركيا -العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد وسط أزمة غلاء محتدمة فضلا عن شكل سياستها الخارجية.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدما طفيفا لكمال كليتشدار أوغلو منافس أردوغان الرئيسي الذي يقود تحالفا من ستة أحزاب. وأظهر استطلاعان يوم الجمعة أن نسبة تأييده تتجاوز مستوى 50 بالمئة اللازم لتحقيق فوز صريح. وما لم يتمكن أحدهما من الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات اليوم الأحد فستُجرى جولة إعادة في 28 مايو أيار.
وأغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات أبوابها رسميا في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت جرينتش) بعد تصويت على مدى تسع ساعات. ويحظر القانون التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء. ومن المتوقع أن تتوافر بحلول ساعة متأخرة من مساء اليوم المؤشرات الأولية. لكن السلطات المعنية بالانتخابات قد تقرر السماح لوسائل الإعلام بنشر النتائج في وقت مبكر.
ومع تراجع حظوظ أردوغان قليلا عن منافسه كليتشدار أوغلو، تراقب الدول الغربية ودول الشرق الأوسط وحلف شمال الأطلسي وموسكو الانتخابات عن كثب.