غزة: أعلن مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل حالة الحرب، اليوم الأحد، في أعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس، مما يسمح باتخاذ “خطوات عسكرية بعيدة المدى”، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وارتفعت حصيلة القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الذي أطلقته حركة حماس صباح السبت ضد إسرائيل إلى 600، وأكثر من 2000 مصاب.
وشنّت كتائب القسام، وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، هجوما عسكريا واسعا تحت اسم “طوفان الأقصى” تضمن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل وعمليات تسلل غير مسبوقة داخل الأراضي المحتلة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية وقوات من جيش الاحتلال، على الحدود الفاصلة بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل.
استمرار القتال مع “مئات” المتسللين الفلسطينيين
وأكد الجيش الإسرائيلي، السبت، أن قواته ما زالت تقاتل في أكثر من 20 موقعا، “مئات” المسلحين الفلسطينيين الذي تسللوا من قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت للصحافيين إن “المئات غزوا” البلاد وإن “المئات” ما زالوا داخل إسرائيل ويقاتلون جنودها.
وأضاف “لا يزال هناك 22 موقعا نتعامل فيها مع الإرهابيين الذين وصلوا إلى إسرائيل بحرا وبرا وجوا”، مشيرا إلى أن حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أعوام، شنّت “هجوما بريا قويا”.
وتحدث عن وجود “حالات احتجاز رهائن خطرة في بئيري وأوفكيم”، في إشارة الى مستوطنتين تقعان في صحراء النقب، وتبعد الثانية منهما أكثر من 20 كلم عن الحدود مع القطاع المحاصر.
وأشار هيخت الى أن أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ تمّ إطلاقها، السبت، من غزة، متوعدا بـ”ردّ هائل على هذا الهجوم غير المسبوق”.
مقتل قائد كبير
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل قائد لواء “ناحال” يوناتان شتاينبرغ خلال اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين على حدود القطاع.
وقال متحدث الجيش دانييل هجاري، عبر حسابه على منصة “إكس”، “سمح للنشر بأن قائد لواء ناحال المقدم يوناتان شتاينبرغ، قُتل اليوم (السبت) في مواجهة مع أحد المسلحين بالقرب من معبر كرم أبو سالم”.
وأضاف: “المقدم يوناتان شتاينبرغ، يبلغ من العمر 42 عاما وهو من كيبوتس شوماريا جنوبي إسرائيل، قُتل خلال تبادل إطلاق النار بالقرب من معبر كرم أبو سالم”.
ويعتبر “ناحال” أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي.
أسر جنود
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس أسر “عدد من الجنود الإسرائيليين” في مقطع فيديو نشرته على صفحتها بمنصة “تلغرام”.
وظهر في مقطع الفيديو “ثلاثة أشخاص لا يرتدون الزي العسكري”، لكن القسام قالت إنهم من “الجنود الإسرائيليين”.
وقالت الكتائب إنها قامت “بتأمين” عشرات الضباط والجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم بأماكن آمنة وبأنفاقها.
وأضافت: “نبشّر أسرانا وأبناء شعبنا أن في قبضة كتائب القسام عشرات الأسرى من الضباط والجنود وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة”، دون الإعلان عن عدد الأسرى، أو أي تفاصيل إضافية.
كما أعلنت “سرايا القدس” عن أسرها عددا من الجنود.
وقالت إذاعة عبرية في وقت سابق إن عدد الأسرى من الإسرائيليين وصل إلى 35 على الأقل، فيما أوردت وسائل إعلام عبرية أخرى أنباء عن أسر 50 إسرائيليا من إحدى مستوطنات غزة.
وقالت كتائب عز الدين القسام، على لسان قائدها محمد الضيف في رسالة صوتية، إن القيادة “قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب”. وأضافت “نعلن بدء عملية (طوفان الأقصى) ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة”، حسبما جاء على موقع تلفزيون الأقصى التابع للحركة.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر دوي اشتباكات في هذه المناطق، وعمليات اقتحام للحدود من بينها “إنزال” لعناصر تتبع للفصائل الفلسطينية.
وردا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية “السيوف الحديدية” ضد “حماس” في قطاع غزة، قائلا في بيان إن “طائراته بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس”.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي انخراطها في عملية “طوفان الأقصى”.
وصرح الناطق باسم سرايا القدس المكنى “أبو حمزة”، في بيان مقتضب، أنها (سرايا القدس) “جزء من معركة طوفان الأقصى وتقاتل بجانب كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) كتفًا إلى كتف حتى النصر”.
من جهته، صرح رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، مساء السبت، بأن ما يجرى “بداية معركة التحرير لأرضنا وقدسنا وأسرانا من سجون إسرائيل”.
وحمل هنية في خطاب متلفز، إسرائيل المسؤولية عن ما يجرى من توتر “بعد أن رفضت مرارا تحذيراتنا وتدخلات الوسطاء لوقف عدوانها ضد الفلسطينيين ومقدساتهم”.
وقال هنية إن حماس “أفقدت العدو (إسرائيل) توازنه في دقائق معدودة عبر هذا العبور المعظم”، داعياً الفلسطينيين في الضفة الغربية و”حلفاءنا الإستراتيجيين” للانضمام للمعركة.
وأضاف: “هذا العدو الذي يهدد ويعربد، نقول له لا تهديداتك قد نفعتك ولن تنفعك، قولا واحدا اخرجوا من أرضنا وقدسنا وأقصانا، لا نريد أن نراكم فوق هذه الأرض”.