ماكرون يرفض استقالة رئيس الوزراء ويطلب منه البقاء في منصبه

Image description
الإثنين 08 يوليو 2024 - 16:45 النور Tv

باريس: أعلن قصر الإليزيه اليوم الاثنين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يرفض قبول استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال، عقب النتيجة المفاجئة للانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في فرنسا.

وأضاف قصر الإليزيه أن ماكرون طلب من أتال البقاء كرئيس للوزراء في الوقت الحالي لضمان استقرار البلاد. وكان أتال أعلن استقالته مساء الأحد بعد إعلان النتائج الأولية، وقدمها اليوم.

وأظهرت النتائج الرسمية التي نشرتها وزارة الداخلية اليوم الاثنين، تحقيق تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري الفرنسي، لفوز مفاجئ في جولة الإعادة التي جرت أمس الأحد، إلا أنه فشل في الفوز بالأغلبية المطلقة. ولم يخض التحالف الجديد الانتخابات بمرشح رئيسي.

وجاء معسكر “معا” ممثل تيار الوسط الذي يتزعمه ماكرون في المركز الثاني. فيما جاء حزب “التجمع الوطني” اليميني المتشدد بزعامة مارين لوبان، والذي كان ينظر إليه في البداية على أنه المرشح الأوفر حظا بعد الجولة الأولى من التصويت، في المركز الثالث.

ولم تحقق أي من المجموعات الأغلبية المطلقة، وهو ما يجعل تشكيل الحكومة صعبا.

وأظهرت بيانات وزارة الداخلية التي نقلتها صحيفة لوموند أن اليسار حصل على 182 مقعدا، وتحالف ماكرون الوسطي على 168 مقعدا، وحزب التجمع الوطني بزعامة لوبان وحلفاءه على 143 مقعدا.

ونقلت وسائل إعلام أخرى أرقاما مختلفة بعض الشيء. وستعتمد الأرقام النهائية على انضمام نواب منفردين إلى التكتلات المختلفة وعلى أمور أخرى.

وقالت مارين تونديلييه زعيمة حزب الخضر (العضو في تحالف اليسار) لإذاعة فرانس إنتر “لن يكون الأمر بسيطا، ولن يكون سهلا، ولن يكون مريحا… وسيستغرق بعض الوقت”.

وتشمل الاحتمالات تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة حكومة أقلية أو ائتلافا صعب المراس من الأحزاب التي لا تقف على أرضية مشتركة تقريبا.

والبرلمان بلا أغلبية مطلقة سيجعل من الصعب على أي أحد تمرير أي أجندة محلية، ومن المرجح أن يضعف دور فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه.

وشوهد وزير الداخلية جيرالد دارمانان وهو يدخل قصر الإليزيه الرئاسي بعد دخول أتال بقليل، مما يشير إلى أن الرئيس ماكرون يستطلع آراء حلفائه حول ما يجب أن يفعله بعد ذلك.

وقال مصدر في الحزب الشيوعي، أحد الأحزاب الأصغر المكونة لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة، إن زعماء أحزاب التحالف اجتمعوا الليلة الماضية ومن المقرر أن يجتمعوا مرة أخرى في وقت لاحق من اليوم لبحث من سيحل محل أتال والاستراتيجية التي يجب أن يتبناها التحالف.

قالت بعض الشخصيات البارزة في تيار الوسط إنها مستعدة للعمل على التوصل إلى اتفاق لضمان حكومة مستقرة، لكنها غير مستعدة للعمل مع حزب فرنسا الأبية، الذي يزعم محسويون على الوسط “أنه لا يقل تطرفا عن حزب التجمع الوطني”.

وانخفض اليورو بما يصل إلى 0.4 بالمئة اليوم الاثنين مع معاناة المستثمرين من حالة الضبابية في باريس.

وقال سيمون هارفي رئيس إدارة تحليل العملات الأجنبية في مونيكس أوروبا في لندن “سيكون هناك فراغ حقيقي عندما يتعلق الأمر بقدرة فرنسا على التشريع”.

ويبدو أن ماكرون لن يتمكن على الأرجح من قيادة السياسة في فرنسا مرة أخرى رغم أنه نفذ بالفعل الكثير من برنامجه، مثل رفع سن التقاعد ومشروع قانون الهجرة المثير للانقسام.

وأصابت النتيجة حزب التجمع الوطني بزعامة لوبان بخيبة أمل كبيرة بعد توقعات على مدى أسابيع كشفت عنها استطلاعات الرأي بأن الحزب سيفوز في الانتخابات بشكل مريح.

وتعاون تحالفا اليسار والوسط بعد الجولة الأولى من الانتخابات الأسبوع الماضي من خلال سحب كل منهما عددا كبيرا من المرشحين وجعل السباق في عدد من دوائر الجولة الثانية بمشاركة مرشح واحد من أي منهما في مواجهة المرشح اليميني لتجنب تفتيت الأصوات المناهضة لحزب التجمع الوطني.

وقالت لوبان، التي من المرجح أن تكون مرشحة حزبها للانتخابات الرئاسية في 2027، إن الانتخابات التي جرت أمس الأحد وزاد فيها حزب التجمع الوطني حصته من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، إنها زرعت بذور الفوز في المستقبل.

الأكثر قراءة