الاتحاد الأوروبي متوجس ومترقب من قرارات ترامب المفاجئة والغامضة في حربيْ أوكرانيا وفلسطين

Image description
الثلاثاء 03 ديسمبر 2024 - 17:02 النور TV

ستراسبورغ: يواجه الاتحاد الأوروبي أكبر التحديات خلال سنة 2025 بسبب المشاكل التي تعيشها القارة الأوروبية على مستوى استقرار الحكومات مثل فرنسا وألمانيا، ثم الغموض حول القرارات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ملفي حرب أوكرانيا والشرق الأوسط.

وتولى فريق جديد رئاسة المفوضية الأوروبية ابتداء من الأحد الماضي، إذ رغم استمرار أورسولا فون دي لاين في رئاسة هذا الفريق، فالباقي كلهم أعضاء جدد، وقد يفتقدون للتجربة الكافية لمواجهة التطورات الكبيرة في مرحلة شائكة للغاية. ويطرح غالبية الخبراء في الاتحاد الأوروبي بالكثير من الترقب تساؤلات حول نوعية القرارات التي سيتخذها الرئيس دونالد ترامب في القضايا الدولية ومستوى الحوار مع الاتحاد حول القضايا المشتركة، وهو السياسي التي لا يتوانى في تبخيس دور المؤسسات المتعددة الأقطاب مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة شمال الحلف الأطلسي.

ويبقى التخوف الكبير للاتحاد الأوروبي هو ما كشفته وسائل الإعلام الأوروبية مثل جريدتي لوموند والباييس من القرارات المفاجئة التي قد يتخذها ترامب في ملف الحرب الروسية- الأوكرانية. إذ يعتبر ترامب صديقا للرئيس فلاديمير بوتين، وأعلن في أكثر من مناسبة عن ضرورة الرهان على مفاوضات السلام لإنهاء الحرب.

ويدرك الأوروبيون أن هذا يمر أساسا عبر نية ترامب تقليص واشنطن إرسال الأسلحة والدعم الاستخباراتي لأوكرانيا على مستوى المعلومات، مثل رصد تحركات الجيش الروسي حتى يجبر كييف على قبول الهدنة ومفاوضات السلام بدون شروط مسبقة. ويدرك الاتحاد الأوروبي أن تجميد البيت الأبيض إرسال الأسلحة يعني انهيار أوكرانيا أمام القوات الروسية، وهذا ستكون تكلفته غالية لدول الأوروبي التي ستجد نفسها في مواجهة روسيا أكثر قوة وتهديدا. ويراهن الأوروبيون على المؤسسة العسكرية الأمريكية التي قد تدفع بترامب إلى تجميد نواياه حول أوكرانيا حتى لا يبدو الغرب منهزما في هذه الحرب.

وفي العمق لا تختلف كثيرا المواقف الأمريكية والأوروبية بشأن الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، إذ باستثناء بعض الدول مثل إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا، تؤيد باقي الدول الموقف الإسرائيلي مثل الولايات المتحدة وتزودها بالأسلحة. ورغم كل هذا، يدرك الأوروبيون أن حكومة بنيامين نتنياهو ستعمل على تهميش تام لأي دور للاتحاد الأوروبي لاسيما بعدما أعلنت بعض العواصم الأوروبية تطبيق مذكرة اعتقال رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بتهمة جرائم ضد الإنسانية.

مقابل هذا، ستجعل إسرائيل من واشنطن في ظل رئاسة ترامب المخاطب الوحيد لأي حل مستقبلي. ومجمل ما أعلن عنه ترامب حول ضرورة إنهاء الحرب في الشرق الأوسط قبل وصوله إلى البيت الأبيض وكذلك الإفراج عن الأسرى.

ومما يفاقم من وضع الاتحاد الأوروبي هو الاستقطاب الكبير الذي تعيشه الدول المكونة له بسبب ارتفاع اليمين القومي المتطرف ثم الأزمات الحكومية. في هذا الصدد، تمر فرنسا بأزمة حقيقية جراء احتمال سقوط حكومة ميشيل بارنييه، بل بدأت الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

وتتوجه الأنظار إلى ألمانيا التي ستشهد انتخابات خلال فبراير المقبل قد تمنح اليمين القومي المتطرف تقدما مقلقا سيؤثر على التزامات برلين في القضايا الدولية. كما سيعاني الاتحاد الأوروبي من رغبة ترامب التحاور أكثر مع بعض حكومات أوروبا مثل إيطاليا وهنغاريا التي يحكمها اليمين القومي المتطرف على حساب العواصم التقليدية الكبرى وهي برلين وباريس.

ويبقى الإحساس المسيطر على الاتحاد الأوروبي هو تراجع مكانته الجيوسياسية أمام الصين وروسيا والولايات المتحدة بسبب الانقسام الكبير وسط العائلة الأوروبية وغياب مبادرات في التصنيع الحربي والابتكار التكنولوجي.

الأكثر قراءة