القدس: تظاهر آلاف الأشخاص في عدة مدن إسرائيلية، السبت، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة، إن آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة عاجلة تؤدي للإفراج عن الأسرى المحتجزين.
ورفع المتظاهرون لافتات معارضة للحكومة وتحملها فشل عدم الإفراج عن المحتجزين حتى الآن، وفق الصحيفة.
وبحسب “يديعوت أحرنوت”، فإن المتظاهرين الذين تمركزوا في شارعي كابلان وبيغن وسط تل أبيب، قالوا إن “الحكومة تخلت عن الأسرى، وهي تحاول تقويض الديمقراطية”.
بدورها، أشارت صحيفة “هآرتس” العبرية الخاصة، إلى أن مناطق أخرى في أنحاء إسرائيل شهدت مظاهرات تطالب بإبرام صفقة تبادل.
ومن أبرز المناطق التي شهدت مظاهرات، وفق “هآرتس”، القدس (وسط) وبئر السبع (جنوب) وحيفا ومستوطنة كريات جات (شمال).
من جهتها، قالت هيئة البث الرسمية إن عشرات من عائلات الأسرى في غزة، “نظموا مؤتمرا صحافيا أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، بهدف الضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل”.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية رسمية وخاصة، خلال الأيام القليلة الماضية، عن قرب التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة قريبا، لكن دون أي إعلان رسمي عن ذلك.
والخميس، ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن تل أبيب أمام فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل أسرى مع حركة حماس يفضي إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وفي اليوم نفسه، ادعى سياسيون إسرائيليون وجود “اتصالات جادة ومتقدمة” لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، في إطار “مقترح جديد تقدمت به مصر” إلى إسرائيل وحركة حماس، وفق هيئة البث العبرية الرسمية، فيما لم يصدر إعلان رسمي من القاهرة أو حماس بشأن ذلك.
وفي ما يظهر انقساما سياسيا حادا متواصلا داخل إسرائيل، جدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الخميس، رفضه عقد اتفاق لتبادل أسرى ووقف كامل لإطلاق النار في غزة، واضعا ذلك ضمن خطوطه الحمراء التي لا يسمح بالقفز فوقها.
والاثنين، أعلنت حركة حماس، مقتل 33 أسيرا إسرائيليا محتجزين لديها معظمهم قضوا بقصف إسرائيلي لمناطق مختلفة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بغزة.
وأكدت حماس مرارا جاهزيتها لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، ووافقت بالفعل في ماي الماضي على مقترح طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عنه وطرح شروطا تعجيزية جديدة، بينها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء تام للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.