في خطوة غير مسبوقة تهزّ أوساط الكرة الإيطالية، قرر ناديا إنتر ميلان وأيه سي ميلان قطع شعرة معاوية مع مئات من جماهيرهم الأكثر صخبًا، بعدما مُنع هؤلاء من الحصول على التذاكر الموسمية لموسم 2025-2026، بسبب الاشتباه في ارتباطهم بشبكات مافيا وتنظيمات إجرامية.
الخبر، الذي فجّرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا" السبت، استند إلى مصادر من داخل الناديين تؤكد أن القرار جاء بعد ورود أسماء العديد من الأفراد المنتمين إلى روابط "كورفا نورد" و"كورفا سود" ضمن تحقيق أمني معقّد يحمل اسم "دوبيا كورفا"، تشرف عليه السلطات الإيطالية لمكافحة المافيا.
التحقيق أشار إلى تورط هؤلاء في سوق سوداء لبيع التذاكر، وعمليات ابتزاز، واتجار بالمخدرات، بل وصل الأمر إلى الاشتباه في علاقات تربطهم بعصابة “ندرانجيتا”، إحدى أذرع المافيا الخطيرة في جنوب إيطاليا.
لكنّ الطامة الكبرى لا تتوقف هنا؛ فقد قرر الناديان طي صفحة تاريخية من روابطهما الجماهيرية بعدم استخدام اسمي “كورفا نورد” و”كورفا سود” في أي نشاط رسمي مستقبلاً، بالإضافة إلى حظر تبادل التذاكر بين المجموعتين.
ومن المنتظر أن تتبع هذه الإجراءات خطة أمنية مشددة لدخول الجماهير إلى ملعب “جوزيبي مياتزا”، حيث سيتم اعتماد تقنية التعرف على الوجوه عبر البوابات الإلكترونية، في سابقة قد تتحول إلى نموذج أمني يُعمم على باقي الملاعب الإيطالية في المستقبل القريب.
قرار الناديين أثار جدلًا واسعًا بين من يرى فيه "تطهيرًا ضروريًا" للمدرجات من نفوذ الألتراس، وبين من يحذر من كسر الرابط العاطفي التاريخي بين الأندية ومشجعيها الحقيقيين. فهل تطفئ هذه الإجراءات نار العنف المنظم، أم أنها مجرد بداية لمواجهة أكثر تعقيدًا في قلب كرة القدم الإيطالية؟
