الرباط: أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة المغربية، في كلمة ألقاها خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، اليوم السبت بالعاصمة الرباط، أن هذه الدورة تعد "تمريناً ديمقراطياً سنوياً يحدد توجهات الحزب السياسية والتنظيمية". وأوضح أن اختيار تاريخ 11 يناير لعقد الاجتماع يحمل دلالة رمزية، باعتباره ذكرى تُخلد تلاحم العرش والشعب، مشيداً بالدور المستمر لجلالة الملك محمد السادس في حماية الوحدة الترابية للمملكة وضمان أمنها واستقرارها.
واستعرض أخنوش خلال كلمته أبرز إنجازات الحكومة في السنوات الثلاث الماضية، مشيراً إلى "تحولات عميقة ساهمت في تحسين المعيش اليومي للأسر المغربية". وأكد أن الحكومة ماضية في تنفيذ أولوياتها الوطنية الكبرى التي تسعى إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مضيفاً: "هذا هو الوفاء الواقعي بقناعاتنا التنموية".
وأشار رئيس الحكومة إلى التقدم الكبير في ورش الحماية الاجتماعية، حيث تم تخصيص 10 مليارات درهم لاستكمال برنامج الحماية الاجتماعية. وأضاف أن عدد المستفيدين من التغطية الصحية الكاملة بلغ 10 ملايين مغربي، مقارنة بـ9 ملايين فقط في نظام "راميد" السابق. كما أكد أن ميزانية القطاع الصحي ارتفعت من 19 مليار درهم سنة 2021 إلى أكثر من 32 مليار درهم هذا العام، بهدف تأهيل 1400 مركز صحي للقرب بحلول عام 2025.
وجدد أخنوش شكره لجلالة الملك على قراره ترسيم رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية، مشيراً إلى العناية التي يوليها الملك لتعزيز مركزية الأسرة المغربية. وأكد على أهمية مدونة الأسرة ضمن أجندة الحزب، مشدداً على ضرورة مقاربة الإصلاحات المجتمعية بطريقة تشاركية وشمولية تحترم خصوصيات المجتمع المغربي.
كما نوه أخنوش بالمكاسب الدبلوماسية المحققة بفضل قيادة جلالة الملك، مشيراً إلى الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء، بما في ذلك الموقف الفرنسي الأخير. وأكد أن التجمع الوطني للأحرار يعمل على تعزيز الدبلوماسية الموازية لحسم قضية الصحراء بشكل نهائي.
وفي حديثه عن التطورات في الشرق الأوسط، أدان أخنوش بشدة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مؤكداً دعم المغرب لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
و تطرق أخنوش إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى تخصيص 16.5 مليار درهم لدعم القدرة الشرائية للمواطنين عبر صندوق المقاصة، بالإضافة إلى حذف الضريبة على الدخل للمتقاعدين. كما أكد على التزام الحكومة بدعم الجماعات الترابية ورفع حصتها من الضريبة على القيمة المضافة إلى 32%.
و أكد أخنوش أن المرحلة المقبلة ستشهد دينامية جديدة على مستوى الحزب والحكومة، داعياً إلى تعبئة الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات. وقال: "الحزب قبل هذا المجلس الوطني لن يكون هو نفسه بعده، حيث نسعى إلى رفع وتيرة العمل في جميع المنظمات الموازية".
وختم أخنوش كلمته بالتأكيد على التزام الحكومة بالعمل الجاد تحت توجيهات جلالة الملك، مشدداً على أن النصف الثاني من الولاية الحكومية سيشكل فرصة لتعزيز الإصلاحات وتحقيق المزيد من الإنجازات خدمة للوطن والمواطنين.
