دعت زينب العدوي، رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، إلى تكثيف جهود التوعية بضرورة ترشيد استهلاك الماء، واستغلال قنوات التواصل الممكنة لاستهداف الشركات والأسر والمواطنين، مع تفعيل آليات الردع تجاه الاستهلاك اللامسؤول، مستندة إلى التجارب الدولية الناجحة.
جاء ذلك خلال عرضها التقرير السنوي للمجلس أمام جلسة عمومية مشتركة بين غرفتي البرلمان لتقديم حصيلة 2023-2024. وشددت العدوي على أهمية استخدام الطاقات المتجددة لتحلية مياه البحر، وتشجيع البحث العلمي لإيجاد حلول للتحديات البيئية، خاصة المرتبطة بالماء والتربة.
وأبرزت المسؤولة أن شبكات السقي لا تزال تواجه بطئًا في التحول نحو الري الموضعي، حيث لم تتجاوز المساحة المجهزة 50% من إجمالي الأراضي المسقية حتى نهاية 2023. كما أشارت إلى ضعف استفادة القطاع الفلاحي من المياه العادمة المعالجة، رغم وصول حجمها إلى 37 مليون متر مكعب.
فيما يخص إصلاح الجهوية المتقدمة، أوضحت العدوي أن الجهود المبذولة لتسريع الإصلاح تضمنت زيادات ملحوظة في الموارد المالية المرصودة للجهات، حيث ارتفعت المخصصات من 3.79 مليار درهم سنة 2016 إلى 8.79 مليار درهم سنة 2023. مع ذلك، سجلت ضعفًا في وتيرة تنفيذ الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، إذ لم تتجاوز نسبة الإنجاز 36% حتى منتصف أكتوبر 2024.
وشددت العدوي على ضرورة وضع إطار تنظيمي واضح لتعاقد الدولة مع الجهات، وتحديد المشاريع ذات الأولوية لتفادي التأخيرات المسجلة في تنفيذ برامج التنمية الجهوية، حيث لم تصادق مجالس الجهات على عقود البرامج للفترة 2022-2027 حتى منتصف أكتوبر 2024.
وأكدت العدوي في ختام عرضها أن المجلس الأعلى للحسابات يتابع التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، لتفعيل خارطة الطريق المستقبلية لهذا الورش الإصلاحي الاستراتيجي.
