الرباط: يعقد قادة أحزاب التحالف الحكومي المغربي، غدًا الأربعاء، اجتماعًا لهيئة الرئاسة بقيادة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في أجواء يُتوقع أن تكون "ساخنة" وسط تنامي الحديث عن بدء "حمى الانتخابات" مبكرًا، استعدادًا لمعركة الفوز بـ"حكومة المونديال" المزمع إجراؤها عام 2026.
يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات داخل التحالف الحكومي، الذي يضم أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، حيث تشير التصريحات الأخيرة لقادتها إلى وجود خلافات حول سياسات الحكومة، خاصة في قطاعي التعمير والتشغيل، اللذين يشرف عليهما حزب الأصالة والمعاصرة.
وقد أثارت انتقادات محمد أوجار، الوزير الأسبق للعدل وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار، لحصيلة الحكومة في هذين القطاعين، ردود فعل قوية من قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد محمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للحزب، أن الاجتماع القادم سيشهد مناقشة "نقاط خلافية"، بما في ذلك انتقادات أوجار، مما ينذر باجتماع حاد.
من جهته، أطلق حزب الاستقلال، بقيادة أمينه العام نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إشارات واضحة عن استعداده للتنافس بقوة في الانتخابات المقبلة، وذلك خلال لقاء حزبي في الدائرة الانتخابية بالعرائش، حيث أكد بركة أن حزبه يستهدف الفوز بالانتخابات.
كما أثارت الصورة التي ظهرت خلال الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة، أمس، لغطًا كبيرًا، مما عزز التكهنات بوجود توترات داخل التحالف الحكومي، الذي يواجه اختبارًا حقيقيًا في الحفاظ على تماسكه ووحدته في الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل.
يُذكر أن آخر اجتماع لقادة أحزاب التحالف الحكومي كان في أكتوبر الماضي، حيث ناقشوا تحديات الدخول السياسي الجديد وأهمية تعزيز التنسيق بين مكونات الحكومة لمواصلة تنزيل الإصلاحات الاجتماعية والسياسية. إلا أن التصريحات الأخيرة والمواقف المتعارضة بين الأحزاب تشير إلى أن التنسيق الذي تم الحديث عنه قد بدأ يهتز، مما يجعل الاجتماع المرتقب محط أنظار الجميع.
