باريس: صعدت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، من حدة تصريحاتها تجاه الجزائر، مؤكدة أنها في حال وصولها إلى السلطة ستتخذ إجراءات صارمة بحق الدول التي ترفض استعادة المهاجرين غير النظاميين، على غرار ما قام به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع كولومبيا.
وفي مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، قالت لوبان: "بالنسبة للجزائر والدول التي ترفض استعادة المهاجرين غير النظاميين، يجب اتخاذ إجراءات صارمة، قد تصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف التحويلات المالية وإلغاء جميع التأشيرات، بما في ذلك تأشيرات القادة". وتساءلت لوبان عن سبب ما وصفته بـ"الضعف الفرنسي" أمام دول "تبصق في وجه فرنسا"، معتبرة أن الأمر يتعلق بـ"احترام السيادة الفرنسية والقانون الدولي".
تزامنت تصريحات لوبان مع قرار المحكمة الإدارية في باريس تعليق ترحيل المؤثر الجزائري على تيك توك "دولامن"، في انتكاسة لوزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو. ورغم أن المحكمة رأت أن سحب بطاقة إقامة "دولامن" مبرر بسبب التهديد الذي يشكله على النظام العام، إلا أنها اعتبرت أن إجراء الطرد تم تنفيذه بشكل خاطئ وبصورة متسرعة للغاية.
وعقب هذا القرار، أعرب مقربون من وزير الداخلية عن دهشتهم، مشيرين إلى أن القاضي أقر بوجود تهديد للنظام العام، لكنه لم يعترف بحالة الطوارئ التي دفعت إلى الطرد العاجل. وكانت الجزائر قد أعادت "دولامن" إلى فرنسا في 9 يناير بعد طرده، ما أدى إلى تفجر أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، ظل المؤثر الجزائري قيد الاحتجاز الإداري، فيما أعلن محاموه عن نيتهم تقديم طلب للإفراج عنه في أسرع وقت.
في سياق متصل، أثارت مارين لوبان جدلاً واسعًا بتصريحاتها حول الاستعمار الفرنسي للجزائر، حيث قالت إنه "لم يكن مأساة"، معتبرة أن فرنسا قدمت للجزائر فرصًا اقتصادية وبنية تحتية ساعدتها على التطور. وأضافت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزبها التجمع الوطني في الجمعية الوطنية أن فرنسا "قدمت للجزائر رأس المال الضروري لتحويلها إلى نرويج المغرب العربي"، منتقدة ما وصفته بـ"فشل القادة الجزائريين في بناء اقتصاد قوي"، ومرجعةً موجات الهجرة إلى سوء إدارة البلاد بعد الاستقلال.
تأتي هذه التصريحات في ظل التوتر المتزايد بين فرنسا والجزائر، والذي تفاقم بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية، آخرها قضية ترحيل "دولامن". ومن المرجح أن تؤدي تصريحات لوبان إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في فرنسا حيث تحاول زعيمة اليمين المتطرف كسب أصوات الناخبين المحافظين عبر تبني خطاب متشدد تجاه ملفي الهجرة والعلاقات مع الجزائر.
Avec l'Algérie, et tous les pays qui refusent de reprendre leurs clandestins, je ferais exactement ce qu'a fait Donald Trump avec la Colombie.
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) January 29, 2025
Il y a des mesures de rétorsion à mettre en place : plus aucun transfert d'argent, plus un seul visa, y compris pour les dirigeants. pic.twitter.com/2OfBEnPT3f
