مغاربة يفوزون بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2024 – 2025

Image description
الأربعاء 12 فبراير 2025 - 19:55 النور TV

الرباط: أعلن في أبوظبي ولندن عن نتائج “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” للعام 2024 – 2025 وهي دورة سنتها الثالثة والعشرين، والتي يمنحها “المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق” في أبوظبي ولندن، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

وضمت قائمة الفائزين د. عبد الهادي الكديوي(المغرب)، د. محمد سالم عبادة (مصر)، محمد النظام (المغرب)، د. محمد الأندلسي (المغرب)، عبد الرحمن التمارة (المغرب) د. حرية الريفي (المغرب)، طه الشاذلي علي (مصر)، عيسى مخلوف (لبنان) عبد العزيز جدير (المغرب) عصام محمد الشحادات (الأردن)، د. محمد خطابي (المغرب)، مشعان المشعان (السعودية).

وكانت جائزة ابن بطوطة قد تأسست في العام 2000، ومنحت للمرة الأولى سنة 2003، وتقدم سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.

وتشكلت اللجنة العلمية للجائزة من الأساتذة د. خلدون الشمعة، د. عبد الرحمن بسيسو، د. أحمد برقاوي، والأستاذ إبراهيم الجبين، ود. أحمد إيبش، ولجنة التحكيم من الأساتذة: د. عبد النبي ذاكر، د. الطائع الحداوي، د. شعيب حليفي، الأستاذ مفيد نجم، الأستاذ فاروق يوسف، أعضاء. الأستاذ شادي علاء الدين (منسقاً).

وبلغ عدد المخطوطات المشاركة في المسابقة هذا العام 43 مخطوطاً جاءت من 9 بلدان عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنها المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي يمنحها المركز للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 26 مخطوطاً.

نشر الأعمال الفائزة

تصدر الأعمال الفائزة والمنوه بها عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” ودراسات أدب الرحلة بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة وأدب اليوميات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو. ومن المنتظر أن يقام حفل توزيع الجوائز على مرحلتين في كل من الرباط وأبوظبي في موعدين يحددان لاحقاً، وسترافق توزيع الجوائز ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة. يشارك فيها إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم نخبة من الدارسين عرباً وأجانب.

هذه الدورة

الشاعر نوري الجراح مدير عام “المركز العربي للأدب الجغرافي” والمشرف على الجائزة استهل الحديث عن هذه الدورة بالإشارة إلى أن الأعمال المتسابقة هذا العام تميزت كالعادة بوفرة المخطوطات التي تنتمي إلى فروع تحقيق المخطوطات، ودراسات الرحلة، و بدرجة أقل الرحلة المعاصرة واليوميات، والرحلة المترجمة.

في فرع الدراسات يعيد بيان هذا العام الإشارة إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقاً ودرساً، وفق وعي متنام بخطورة هذا الأدب، وأهميته في استكشاف نظرة العربي إلى ذاته في علاقته بثقافته، وإلى الآخر في اختلافه الثقافي، وبالتالي تظهير تطور الوعي بالاختلاف من خلال دراسة الظواهر الناجمة عن السفر والتواصل مع الآخر.

وأضاف” في الرحلات المحققة اثنتان من المخطوطات الثلاث المحققة تنتمي إلى رحلات الحج، واثنتان تعودان إلى القرن الثامن عشر، والأعمال في هذا الفرع مخطوطات تحقق للمرة الأولى، وتثري بظهورها إلى النور خزانة أدب الرحلة، وفي اليوميات والرحلة المعاصرة، تبتعد الأعمال أكثر فأكثر عن الوصفي والسياحي نحو التعبير عن ذات الرحالة في علاقته بذاته وبالعالم، فالرحلة مغامرة فكرية وروحية تعكس تفاعل الذات مع الآخر من منظور فكري وأدبي يكرس صورة الرحالة شاعراً وأديباً. تغطي الأعمال بمجملها مساحة واسعة من السفر شرقاً وغرباً، هبر أمريكا وأوروبا والمشرق والمغرب”.

وأشار إلى أن الرحلة المترجمة التي جرى اختيارها للفوز هذا العام هي رحلة قسطنطين فرانسوا فولني المدونة في القرن الثامن عشر أيضا، ووجهتها بلدان عربيان هما مصر وسوريا.الشاعر محمد أحمد السويدي راعي المركز والجائزة رأى أن حصاد ربع قرن من نشاط المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزته المكرسة لأدب الرحلة الذي انطلق سنة 2000 إنما يبرهن على صوابية الخيار في إنشاء هذا المشروع الثقافي الاستراتيجي، فقد تحول أدب الرحلة بفضل كوكبة كبيرة من الدارسين والمحققين والكتاب المتحلقين من حول مشروع ارتياد الآفاق وجائزته إلى خزانة عامرة بالنصوص الكلاسيكية والوسيطة المحققة في هذا الجنس الأدبي العريق والدراسات التي تناولته بالبحث، إلى جانب الاحتفاء بكتابات الرحالين المعاصرين، وهو ما يبرهن على أن ميل العربي نحو السفر وتدوين الرحلة إنما يعبر عن نزوع أصيل لدى الثقافة العربية للتواصل والتعرف والحوار مع الآخر بوصفه شريكا حضارياً. وبالتالي فإن هذا المنجز الرائع الذي تحقق في ربع قرن إنما يرفع الإلتباس، إذ ينفي عن العربي تلك الصورة النمطية الظالمة التي ترميه بالإنغلاق، وتكرس فكرة اللقاء بين الثقافات والحضارات، وهو ما يعتبر، بكل المقاييس، إنجازاً فريداً من نوعه لثقافتنا العربية، الفضل، كل الفضل في تحققه في رصيد تلك النخبة الرائعة التي تشاركت، وأشركت المغرب والمشرق في تحقيقه.

ونبه أخيراً، إلى أن من بين برامج “المركز العربي للأدب الجغرافي” إقامة ندوتين كبيريين بالتعاون مع مؤسسات ثقافية عربية واحدة حول (رحلات الحج، وطرقه، وأدبياته)، والثانية (حول حاضرة دمشق بوصفها ممراً للرحالة ومنطلقاً لها، ومقصداً للرحالة العرب والمسلمين، والأوروبيين) .

الأكثر قراءة