وزيرة الثقافة الفرنسية تزور طرفاية لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا

Image description
الإثنين 17 فبراير 2025 - 15:12 النور TV كريم الموفيد

طرفاية - الصحراء المغربية: حلت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، صباح اليوم الاثنين بمدينة طرفاية، برفقة نظيرها المغربي محمد المهدي بنسعيد، في إطار زيارتها الرسمية إلى المغرب، حيث اطلعت على مجموعة من المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس الغنى الحضاري للمنطقة وتعزز الروابط الثقافية المغربية ـ الأوروبية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين، والذي يشمل إلى جانب الشق الثقافي أبعادًا اقتصادية وسياسية، خاصة بعد الدعم الرسمي الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء والاعتراف بسيادة المغرب على كامل أراضيه.

استهلت الوزيرة الفرنسية زيارتها بتفقد قصبة طرفاية، المعلمة البريطانية التاريخية التي تعود إلى عام 1938، ثم انتقلت إلى دار البحر "كاسمار"، الحصن التاريخي الذي أنشأه التاجر والمهندس الإنجليزي دونالد ماكنزي بدعم من الحكومة البريطانية، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى الإسبان، حيث أصبح مركزًا للمبادلات التجارية. ويعد هذا الموقع، الذي تم تقييده في عداد الآثار الوطنية، شاهدًا على قرون من التفاعل الثقافي، كما ظل صامدًا في وجه أمواج الأطلسي لأكثر من 140 عامًا.

كما زارت داتي متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري، الذي يحتفي بإرث الكاتب الفرنسي الشهير مؤلف "الأمير الصغير"، والذي استقر في طرفاية سنة 1927 أثناء عمله في إيصال البريد الجوي بين فرنسا والمغرب. ويعرض المتحف، الذي افتُتح سنة 2004، مقتنيات ووثائق توثق لهذه المرحلة، مسلطًا الضوء على ارتباط المدينة بتاريخ الطيران والبريد الجوي.

وأكدت الوزيرة الفرنسية، عقب هذه الزيارة، على البعد الرمزي والتاريخي لمدينة طرفاية، مشيرة إلى أن ارتباطها بشخصية أنطوان دو سانت إكزوبيري يمنحها بعدًا ثقافيًا مميزًا. وأوضحت أن هذه الزيارة تأتي في سياق ترسيخ العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا، مؤكدة أن "الروابط بين البلدين تعززت بشكل كبير منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى المغرب، والرسالة التاريخية التي وجهها إلى جلالة الملك، والتي أكد فيها أن حاضر ومستقبل هذه المنطقة يتحققان ضمن السيادة المغربية".

وأعلنت داتي عن توقيع اتفاقيات جديدة تشمل مجالات الألعاب الإلكترونية، والسينما، والقطاع السمعي البصري، والتراث، وعلم الآثار، إلى جانب إطلاق معهد للإعلام والسمعي البصري وإنشاء فرع للتحالف الفرنسي في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين وتعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما.

من جانبه، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المغرب وفرنسا أمام أنظار قائدي البلدين بدأت تدخل مرحلة التفعيل، مشددًا على أن هذه الزيارة تحمل أبعادًا رمزية وتاريخية وسياسية، خاصة في ظل تأكيد المغرب على سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية. وأوضح أن تفعيل الاعتراف بهذا الواقع يشكل رسالة سياسية واضحة، معتبراً أن الشراكة الثقافية مع فرنسا تدعم هذا التوجه من خلال مشاريع تثمين الإرث الثقافي لمدينة طرفاية واستثمار إرث أنطوان دو سانت إكزوبيري لتعزيز الإشعاع الثقافي للمنطقة.

كما كشف بنسعيد عن خطط لترميم مجموعة من المعالم التاريخية، من بينها دار البحر "كاسمار"، بشراكة مع المجالس المنتخبة، لتحويلها إلى فضاء ثقافي يبرز المكانة التاريخية للمدينة. وأكد أن هذه الاستثمارات تندرج ضمن استراتيجية أوسع لدعم الصناعات الثقافية، بهدف تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة.

وفي ختام تصريحه، شدد الوزير على أن الهدف الأساسي من هذه المشاريع هو استغلال الثقافة والتاريخ لخلق فرص شغل للشباب وتعزيز التنمية الاقتصادية، من خلال شراكات دولية، وعلى رأسها التعاون مع فرنسا، بما يحقق مكاسب سياسية وثقافية واقتصادية للمغرب.

الأكثر قراءة